يا أسدَ الغابةِ، يا رمزَ الشجاعةِ والكرامة،
كيف تحكمُ الأرضَ بسطوتكَ، وبقلبٍ مليءٍ بالحكمة؟
تتقدّمُ بخطواتٍ راسخةٍ، زئيرُكَ يرعدُ في الأفق،
تجابهُ الخصومَ، لا تخشى ولا تهاب،
ففي عرينكَ، القويُّ هو من يحترمُ الضعيفَ،
والعدلُ هو سرُّ بقاءِ الملوك.
أيها الملكُ، كيف توازنُ بين الشجاعةِ والرحمة؟
أنتَ لا تقتربُ من الغدرِ، ولا تخونُ الثقة،
فالأقوياءُ يجرون خلفَك، يعلمون أن زئيرَكَ،
ليس مجردَ صوتٍ، بل هو عاصفةٌ من الحقِّ،
فتعطي القوةَ للضعيف، وتعيد لهم الأمل.
في الغابةِ، سرتَ بشموخٍ،
الذئبُ يُراقبُ، والثعلبُ يخططُ في خفاء،
وحيدُ القرنِ، كأنَّه خيالٌ عابرٌ،
يخشى مجابهتكَ، ويبتعد عن طيفكَ،
فأنتَ لا تنسَ، لا تَغْفِلُ،
إنما تلتقطُ كلَ همسةٍ من الحذر.
لكن، يا عزيزَ الغابةِ،
حين اجتمعت تلك الزمرةُ من الأشرار،
خططوا لدسّ السمِّ في عسلِك،
أرادوا أن يوقعوكَ في مصيدةٍ،
حتى يفرحوا بضعفك، ويعيشوا في انتصارهم.
الثعلبُ الماكر، بتلك العيون الخائنة،
سعى لخلقِ مؤامرةٍ، مع وحيدِ القرنِ الجبان،
لكن، كيف لهم أن يدروا بأنك كالنارِ،
تشتعلُ في الليل، وتضيءُ كل الظلمات؟
وحين اجتمعوا ليتآمروا،
كان حذركَ يُلمسُ في كل حركةٍ.
يا أسدَ الشجاعة، قُدّرتَ أن تسيرَ بشموخ،
لكن الفخَّ كان قد أُعدَّ، وكان الغدرُ مُباغتًا،
أوقعتَ في شراكهم، كُسرت قدمكَ،
لكن روحك لم تُكسر، بل استعدتَ للنهوضِ.
يا من لا تُركعك الأوجاع،
فقط استعدتَ لرسم عودتكَ المجيدة.
والثعلبُ الماكر، والجبانُ وحيدُ القرن،
والحمارُ الرمضاني، لا يزالون يضحكون،
يظنون أنهم انتصروا،
لكنّك في أعماقِ قلبكَ، تدركُ أن الحقَّ لا يموت.
استنجدتَ بخالقك، يا أسدَ العزيمة،
فالصبرُ أسطورةٌ تُروى للأجيال.
وحين جاء الفرج،
تبدلت حالُ الأعداء،
الثعلبُ انتقم الله منه،
فقد عانى من جُرحه العميق،
وحيدُ القرنِ، زال أثرُ الجبناء،
وهم في كل ممرٍ، في خوفٍ ورعبٍ.
أنتَ، يا أسدُ، عدتَ أقوى مما كنت،
حكمتَ الغابةَ من جديدٍ، برؤيةٍ أعمقَ،
أشبالكَ تنمو في ظلالكَ،
وزوجتكَ الّلبؤة، عادت لتستردَّ حقَّها،
فلا تنسى، أيها الشجاع،
أن الأعداء لا يُثنى عنهم الحذرُ،
وأنك الآن، تعرفُ أن العدلَ هو الطريقُ الأسمى.
يا أسدَ الشجاعةِ، استمر في حُكمِك،
فقد تعلمتَ من جراحكَ، ومن خياناتِ الآخرين،
لا تنظر للخلف، بل انظر للأمام،
فالغابةُ بحاجةٍ إلى قائدٍ مثلك،
يحملُ رايةَ الحقِّ، ويردُّ للضعفاءِ اعتبارهم.
فالمعركةُ طويلةٌ،
لكن عزمَكَ أقوى، وصوتكَ أعلى،
فلتكن زئيرُكَ هو الهتافُ،
في زمنٍ لا يُنسى، في غابةِ العدالةِ.
المملكة المغربية