توقفت طويلا أمام الخبر المنشور فى الصفحة الأولى بالأهرام أمس الأحد عن الاتصالات بين وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن ونظرائه فى السعودية والإمارات وألمانيا، التى عبر فيها عن رغبة الرئيس الأمريكى جو بايدن فى التوصل إلى وقف لإطلاق النار بغزة فى أقرب وقت ممكن.
شيء يثير الاشمئزاز، ويلغى كل أدوات العقل والمنطق ويؤكد تورط إدارة بايدن فى الحرب الدائرة على قطاع غزة منذ أكثر من 13 شهرا حتى الآن.
الإدارة الأمريكية تكرر نفس الشيء منذ اندلاع الحرب على غزة، وخلال تلك الفترة زار بلينكن المنطقة نحو 10 زيارات، وخلال كل زيارة يروج لأكاذيب حول التهدئة، وصفقات وقف الحرب وتبادل الأسرى، ويؤكد قرب التوصل إلى اتفاق، ويعطى أملا كاذبا بوجود اختراق لنقاط الاختلاف، وبين آونة وأخرى لا مانع من معاتبة إسرائيل على عدم جديتها فى التوصل إلى الاتفاق المنشود من أجل «دغدغة» مشاعر الفلسطينيين والعرب، لإعطاء انطباع «وهمي» عن توازن الموقف الأمريكى، وجدية إدارة بايدن فى التوصل إلى اتفاق.
على الجانب المقابل، قدمت أمريكا للعدوان الإسرائيلى «الممكن» وغير«الممكن» من أسلحة، ومعدات، وتعاون استخباراتى، ودعم اقتصادى دون سقف وتعاون عسكرى واضح وصريح، وتدخل مباشر فى اعتراض الهجمات التى تتعرض لها دولة الاحتلال الإسرائيلى، وتحديث كامل لأنظمة الدفاع الجوى، ومدها بأحدث أنواع القنابل القادرة على اختراق الأنفاق، وغيرها من الأنظمة العسكرية المتطورة والحديثة، وغير الموجودة فى أى ترسانة عسكرية أخرى فى العالم، بما فيها دول حلف شمال الاطلنطى «الناتو».
لكل ذلك استفزنى تعبير «فى أقرب وقت ممكن» وأعتقد أن بلينكن كان يقصد أن إدارة بايدن تعمل على وقف إطلاق النار فور انتهاء إبادة كامل الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، وتدمير البقية الباقية من مقدرات الحياة والمعيشة فى القطاع، أو أيهما أقرب