فى أحدث تقرير لها أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين «الأونروا» أن هناك طفلا فلسطينيا يقتل كل ساعة فى غزة، حيث تم الإبلاغ عن مقتل 14 ألفا و 500 طفل حتى وقت كتابة تقريرها، فى حين أن هناك 15 ألفا و 600 فلسطينى من بينهم 1500 طفل يحتاجون إلى الخروج من غزة لتلقى العلاج، حيث لا تتوافر لهم سبل العلاج فى مستشفيات غزة المنكوبة والمحاصرة، والتى باتت غير قادرة على العمل أو تقديم الخدمة الصحية فى حدودها الدنيا.
كارثة حقيقية يعيشها الشعب الفلسطينى فى غزة وسط حصار جائر، وقتل، وخراب، ودمار غير مسبوق فى وقت كشفت فيه الإدارة الأمريكية عن وجهها القبيح حينما أسقطت كل خيارات وقف إطلاق النار، وأصبح الحديث عن صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار أقرب إلى الخيال منه إلى الحقيقة الواقعة.
نجحت إدارة بايدن فى «تخدير» العالم بالحديث عن احتمالية الصفقة، وقرب حدوثها، فى حين أنها كانت تفعل عكس ذلك، وتدعم إسرائيل بكل الإمكانات الاقتصادية والعسكرية لإطالة زمن الحرب، والتحريض على عدم وقفها.
فى نفس الاتجاه شغلت الإدارة الأمريكية الرأى العام بأحاديث اليوم التالي، وشكل إدارة غزة، فى حين أنه لم يعد هناك يوم تال فى غزة بعد أن قضت إسرائيل على الأخضر واليابس هناك، وأصبح قطاع غزة منطقة غير آمنة للعيش فيها تماما.
انطلق العدوان الإسرائيلى فى أكتوبر 2023، وأيام قليلة ويبدأ عام 2025 ولاتزال الحرب المجنونة دائرة هناك، وطوال هذه الفترة المؤلمة لم يعرف سكان غزة من المسلمين أو المسيحيين أى شكل من أشكال البهجة والسعادة أو الاحتفال بالأعياد الإسلامية أو المسيحية.
يبقى السؤال متى تتوقف تلك الحرب الملعونة؟ ومتى تظهر «الصفقة الشبح» إلى الوجود؟، وهل يتم إبرام تلك الصفقة قبل تنصيب ترامب فى العام الجديد؟ أم أن ذلك أصبح مجرد ضرب من الخيال فى ظل العجز العربى غير المسبوق منذ 76 عاما حتى الآن؟!