حلمت أن الدمع تحول نهرا صافيا رقراقا..يعج بزوارق تنقل الناس من ضفة الحزن إلى ضفة الفرح،تكسوهم أثواب بكل ألوان الطيف،وتزين رؤوسهم أكاليل الفل والياسمين والزيتون..وقرأت في عيونهم غبطة المشتاقين إلى أحضان السكينة ومعانقة البهجة،التي وقفت على مشارف النهر السعيد..برفقة السرور والحبور والأمل والتفاؤل وبالأيدي مناديل بيضاء يلوحون بها للقادمين الذين اختلطت أصواتهم بقهقهاتهم ،بضحكاتهم يهتفون ..انتظرونا نحن قادمون..ولاحضانكم ساكنون، انتظرونا.
مشهد لم اره من قبل ..فلا أثر لدمع ،ولا آهة ولاتنهيدة..ولا ذبول لوجه ..كلها وجوه مستبشرة ،راضية…
وعلى أصوات الزغاريد وأهازيج الفرح ودق الدفوف وعزف المزامير المستقبلة لأفواج الفارين من ضفة اليأس ..نهضت…
ليتني ما نهضت ….كان مجرد حلم..
فيا رب امسح دموعنا ..واطرد عنا سحابة الحزن..وظلل الشعوب بظلال السلام والسكينة…وانقذ اهل غزة من مخالب هذا الاغطبوط الغاشم
تونس.