الليلة بكيت..شعرتُ بأنني غريبة، وحيدة،أسير تحتَ المطر بلا مِعطف، بلا صديق،بلا وِجهة آمِنة،بكيت ولم أستطِع عدّ دموعي المتساقِطَة، لا اعتراضاً على القدر ولا ضعفاً ونفاذ صَبر، لكنّ روحي مُرهَقة، والأيامُ تتَفَنّن بنَقشِ الندوب على قلبي، أتعَبَني الصمود الذي يتمَدّد في كل أنحاء جسدي.. كشجرةٍ عجوز تُصِرُّ على الوقوف في وجهِ رياحٍ عاتِية.. أرهَقتني محاولات دفن الألم تحتَ رماد التجاهُل ، أحتاجُ ليومٍ واحد فقط لأمضي فيهِ خفيفة.. كنِسمة وأضعُ أحمالي جانباً، أرغب بإفراغ قلبي من كل ما يُثقلُه.. أريد أن أعيش لحظة واحدة بلا وجَع.. لحظة أكونُ فيها وحدي بلا أثقال.. بلا أقنِعة.. بلا ذاكِرَة.. أحتاج لمدينةٍ أهرُب إليها من كل الضغوط، مدينةٌ تعيدُ لي السلام الداخلي، لا ضجيج فيها ولا مواقف خاذلة.. أعيشُ كما أحِب وكَيفَما أريد.. بلا قلق وبلا ضغوط.. مدينةً تشهَد ولادتي من جديد..لاشيء هنا يُعجِبُني.. لاشيء باستِطاعتهِ أن يُنقذَني..