السياسة من اهم المصطلحات المتواجدة حاليا على السطح واختلف الجميع عليها وفيها معها او ضدها والسياسة مصطلح يعنى تنظيم العلاقات بين المجتمعات والاشخاص والدول وفى عصرنا الحالى لا يوجد شئ بعيدا عن السياسة كل القضايا هى قضايا سياسية بالدرجة الاولى
والسياسة ليست فقط سياسة البلدان مع بعضها بل ربما تتدخل السياسة فى طريقة ادارة مصنعك او ادارة عملك او طريقة تعاملك مع الاخرين
ويحكى فى الاثر القديم ان ثلاثة اشخاص ادركوا اهمية ان يكون لهم قائد يوزع المهام فيما بينهم ويعمل على خدمتهم دون مؤامرات او دسائس ودون اى مطامع ذاتية او اهواء سلطوية منحرفة ففكروا من سيختارون اكثرهم تفانيا او لعلة الاذكى منهم او ربما يكون اكبرهم سنا والاكثر حكمة بينهم هكذا بداءت لعبة السياسة فى المجتمعات الانسانية القديمة باعتبارها عمل مستقيم وسامى يستقطع فيه المرء جزء من وقته الخاص وجهده الشخصى لينفقة على افراد او جماعة دون اى منفعة مباشرة تعود عليه لذلك لم تكن السياسة فى الماضى وبهذا المعنى مهنة جاذبه ولا اعتقد ان احد كان يسعى لها ولكن كان فى الغالب يتم فرضها فرضا على الاشخاص
هكذا كانت السياسة وهكذا يكون البشر على طول تاريخهم على الارض ادهشونا بقدرتهم العجيبة فى تحويل كل ماهو سامى وجميل وراقى الى كومة من الانحطاط وكل ماهو مستقيم وواضح الى معوج حتى الاديان السماوية حينما هبطت الى الارض وتلقتها ايدى البشر تلوثت بالاهواء والاطماع فقتلوا باسمها وسرقوا ونهبوا تحت رايتها بعيدا عن معناها الحقيقى والسياسة الان ليست استثناء من كل هذا حيث ان اغراض البشر اخرجوها من مضمونها فبعد ان كانت نورا ينير الدروب صارت نارا تحرق ولا تضئ تجذب الان وحوش بشرية طامعة فى تحقيق المكاسب والمغانم والفوز بالكراسى الا من رحم ربى اصبحت الحياة السياسية الان مسرحا للعرائس ترتبط بخيوط ويحركها مخرجا بارع او ماهر كما يشاء وكما يريد هو ان يقول ويستمع له الناس
هكذا اصبحت السياسة الان وسيلة من وسائل الكسب والربح بحلال او حرام مش يهم اصبحت السياسة الان لعبة للصغار لعبة لمن يستطيع تسلق الاشجار كالبهلوانات او يقترب من السلطات فاصابت من تعلموا السياسة فى زمنها الجميل الامين بالغثيان وسدة النفس جعلوا بتصرفاتهم وجهلهم ان السياسى سبة ووصمة عار بدلا من خادم امين للناس وصدق الامام محمد متولى الشعراوى حينما قال لا يمكنك ان تغتنى عن طريق السياسة الا اذا كنت فاسدا وقال ايضا اتمنى ان يصل الدين الى اهل السياسة ولا يصل اهل الدين للسياسة
وصدق من قال العلم بلا ضمير ما هو الا خراب للروح والسياسة دون اخلاق ما هى الا خراب للامة
وصدق جيفارا حين قال على السياسى ان يزاول الحياة العامة خلال دورة او دورتين ويعود بعد ذلك الى عملة الاصلى وحياتة الخاصة ليرى ويخضع للقوانين التى سنها هو للناس
طالما دخل المال الى السياسة واصبح مصطلح المال السياسى شائع ومعترف به فقل على السياسة السلام ومرحبا باغنياء السياسة الجدد الذين استغلوها احسن استغلال لكن ما طار طير وارتفع الا كما طار وقع وايضا لا يصح الا الصحيح ولابد ان تعود عجلة السياسة الى وضعها الطبيعى كما كان
مش كده ولا ايه