حكاية غريبة حقيقية
أحياناً يكون الواقع أكثر غرابة من أفلام السينما مثل تلك القضية ..
وبدايتها كمين لتاجر مخدرات ، كانت المعلومات التي وصلت إلى الشرطة تؤكد تهريب كميات كبيرة من مخدر الحشيش إلى مصر عن طريق البحر.
وقدرت قيمة هذه الصفقة بملايين الجنيهات ، تم تكليف اللواء “محمد عباس منصور” مدير إدارة العمليات بالإدارة العامة للمخدرات في ذلك الوقت بضبط التاجر.
وبالفعل جرى إعداد كمين له في منطقة “العامرية” بالقرب من الإسكندرية.
وكان المطلوب القبض عليه قبل نجاحه في الوصول بالشحنة إلى منطقة “كوم السمن” بالقليوبية ..
ودلت التحريات أن سيارة نقل ستحمل صفقة الحشيش على أن يسبقها التاجر بسيارته الخاصة ال”بيجو” لتأمين الطريق لها ، لكن ما حدث في الواقع كان غير ذلك ، فقد فوجئت الشرطة بسيارة النقل المحملة بالصفقة وحدها !!
وكان المطلوب من اللواء “محمد عباس منصور” أن يختار بسرعة بين أمرين ..
إما أن يترك سيارة النقل تمر من أمامه في إنتظار التاجر صاحبها ، أو يلقي القبض عليها وبعد ذلك يبحث عن تاجر المخدرات.
واختار على الفور الأمر الثاني.
وتم ضبط سيارة النقل محملة بشحنة هائلة من المخدرات ، أما التاجر المطلوب ضبطه فقد أختفى !!
وبعد عدة أسابيع تم القبض عليه ، وبسؤاله عن أسباب تخلفه عن سيارة النقل ، قال إنه سمع أذان الفجر فشعر أن الله يناديه من فوق سبع سموات ، فلبى نداء الصلاة !!
وطلب من سيارة النقل أن تسبقه ، ووعد سائقها بأنه سيلحق به ، إلا أن هاجساً داخلياً أخذ يلح عليه أن يتراجع ويعدل عن رأيه ، وقد أنقذه موقفه هذا من حكم المؤبد ، حيث قضت المحكمة ببراءته بسبب عدم تواجده مع الصفقة وقت الضبط.
وشعر التاجر أنه مدين بالكثير لصلاة الفجر ، فتاب إلى الله واستقام على الطريق ، وأقلع عن تجارة المخدرات.