أصبحت الآن الأمة العربية والإسلامية على المحك، بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باحتلال قطاع غزة، وتحويلها إلى “ريفييرا” تحتوي على فنادق فاخرة ومنتجعات سياحية، ضاربة بكل القوانين والمواثيق الدولية -التي تحترم أراضي الدول- عرض الحائط، وذلك بعد تهجير أهلها قسرًا أو طواعية، بعد تضييق عليهم سبل العيش، وذلك إلى دول مجاورة معتمدًا على القوة والغطرسة العسكرية، ومساعدة مجرم الحرب نتنياهو، الذي يقود حرب الإبادة البشرية ضد أهل غزة خلال 15 شهرًا دون هوادة وبدم بارد، واستخدام آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الفتاكة؛ لتدمير المباني والمنشآت وتسويتها بالأرض، حتى تكون ممهدة لتنفيذ مخططهم الإجرامي التآمري، والقضاء على القضية الفلسطينية برمتها، وبدعم غربي عسكري ولوجستي، وسط استنكار عربي وشجب دولي وأممي دون فعل.
وحان الآن وفوراً وبأسرع وقت عقد قمة عربية إسلامية لينبثق عنها قرار واحد، وهو الوقوف صفًا واحدًا ضد هذه الجريمة البشعة التي سوف ترتكب ضد أهل غزة، واتخاذ موقف حازم بإعلان بيان واضح وصريح، بأنهم سوف يعدون العدة ويحشدون الحشود، واستخدام كل ماهو متاح وغير متاح ضد الجبروت والصلف الأمريكي-الإسرائيلي؛ لمنع تهجير أهل غزة من أرضهم، وهذا هو التحرك الجاد قبل أن يفوت الأوان، وقبل أن نصحو على واقع كارثي يهدد العالم العربي والشرق الاوسط بكامله.
وليعلم قادة العرب والدول الإسلامية أن هذا وقت خطير جدًا على المنطقة، وهي لحظة فارقة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية ضد صهاينة هذا الزمان، الذين يريدون محو المنطقة العربية من على الخريطة، ولابد من التصدي له بكل قوة وشجاعة، وأن كافة الشعوب العربية والإسلامية تقف وراءهم وتساندهم، بالإضافة إلى أن هناك رفضًا دوليًا كبيرًا ضد مخططات الرئيس الأمريكي والكيان الصهيوني تجاه قطاع غزة وأهلها، وأن هذه المخططات الإجرامية سوف تلتهم بعد ذلك دولة عربية تلو الأخرى، بعد الانتهاء من تنفيذها في غزة، ولذا لا مجال للتهاون أو التراخي قبل أن تصبح هذه المخططات الإجرامية على أرض الواقع.