ترامب.. وهل صرف النظر عن خطته “السياحية” لقطاع غزة؟!
*وارد طبعا أن يحيك المؤامرات لإجهاض خطة مصر..
*الغضبة الشعبية العالمية ربما تكون جاءت في مصلحة الرئيس العائد للبيت الأبيض
أصارحكم القول إنني شأني شأن كثيرين لا أستطيع التنبؤ بأفعال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وطبيعة ردود هذه الأفعال خلال الفترة القادمة التي تخمد فيها حدة التهجير القسري لأهالي غزة الذين يريدهم سيادته أناسا ينعمون بحياة آمنة مستقرة ليس فيها صراعات ولا خلافات أيضا ودون اغتيالات أو قصف بالمدافع والصواريخ للآمنين وغير الآمنين..!
***
الرئيس ترامب عندما اجتمع بالملك عبد الله ملك الأردن في مكتبه بالبيت الأبيض لم يكن يتصور أنه سيكون حاسما في كلماته الرافضة للمساس بحقوق أهالي غزة وأول هذه الحقوق العيش فوق أراضيهم التي بذلوا في سبيلها تضحيات ودماء وأسر وقضاء عشرات السنين داخل سجون إسرائيل.
لذا.. فإن استغرابه من إصرار هؤلاء الناس على حياة الذل والهوان والرعب والخوف والفزع التي يعيشونها هو إصرار حقيقي وليس نوعا من أنواع التمثيل أو الخداع أو ما شابه ذلك لأنه في واقع الأمر يتعامل مع تلك القضية الشائكة معاملة تجارية بحتة والدليل أنه عرض شراء أراضي غزة متعهدا بتحويلها إلى واحة من الجنة وبكل المقاييس هذه نظرية تجارية شكلا وموضوعا لا علاقة لها بالسياسة التي يفترض أنه جاء من أجل إرساء قواعدها فوق أرض مشتعلة نارا والتي سبق أن وعد بإطفائها قبل وصوله إلى سدة الحكم..!
***
على الجانب المقابل فإن الرئيس ترامب فوجئ بهذا الموقف الرافض بشدة من جانب المصريين والأردنيين الذين كان يضعهم حتى قبل أيام قليلة في مصاف الأصدقاء أو شبه الأصدقاء.
فالرئيس العائد للبيت الأبيض لديه شعور داخلي بأن كل من سبق أن التقى به أو أجرى اتصالا تليفونيا معه سوف يدين له بالولاء وبالتالي لم يتخيل كيف يرفض الرئيس السيسي والملك عبد الله اقتراحه.
ثم..ثم.. إزاء هذه الغضبة الشعبية العالمية بل والمحلية المتمثلة في أمريكا ذاتها اضطر أو يضطر إلى تعديل موقفه ولا أقول إلغاء موقفه.
يعني لقد أعلنت مصر أن لديها خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة تشترك فيها كل دول أوروبا بلا استثناء وكافة الدول العربية.. واليابان وغيرها وغيرها.. إذن مادام الأمر كذلك كما يقول ترامب فدعهم يفعلون ما يحلو لهم ثم يرقب الرئيس ترامب وينتظر.
وهكذا يثور سؤال آخر:
هل يمكن أن يقدم ترامب على اتباع وسائل خبيثة أو انتقامية لوأد المبادرة المصرية؟
نعم.. هذا وارد حتى لا يبدو الرئيس” القوي” مثار تندر وانتقاد كل من قدموا تصورا غير تصوره وحلا غير الحل الذي يعتقد أنه أحسن الحلول وأفضلها..
***
على أي حال يكفي أن سخونة أفكار ترامب أخذت تبرد رويدا رويدا فهذا في حد ذاته مكسب كبير لم يكن متوقعا.
و..و.. ونحن في انتظار ما ستسفر عنه الأيام والشهور القادمة.
***
مواجهات
*عشتِ يا مصر وعاش شعبك وعاش قائدك عبد الفتاح السيسي .. كلها مبادئ وقواعد وأسس بدونها كان الفلسطينيون سيظلون يعيشون حياة الذل والهوان والاغتيالات والنسف والتدمير.
شكرا مرة أخرى.
***
*الرئيس ترامب يمضي عطلة نهاية الأسبوع في مشاهدة المباريات الرياضية مثل الرجبي والبيسبول والكرة الطائرة وغيرها وغيرها وقبل أن تنتهي الإجازة يعود للبيت الأبيض يواصل إصدار قراراته التنفيذية إياها.
***
*جاءني يقدم رجلا ويؤخر أخرى وقد بدت حمرة الخجل واضحة على وجهه تلازمها أحاسيس الندم والألم وبعد فترة صمت فوجئت بهذا الضيف الغريب يسألني ماذا تفعل لو أن زوجة صديقك راودتك عن نفسها؟
أجبت: أمامي طريقان الأول أن أردها بحزم وفي صمت وإما أن أقوم بضربها مائة قلم وعشرين ضربة حذاء..
فجأة وجدت الرجل الجالس أمامي يبكي بحرارة شديدة وعيناه تذرفان الدموع أنهارا أنهارا ليقول:
للأسف لم أفعل هذا أو ذاك.
***
*بارانويا الاضطهاد شأنها شأن أي نوع من أنواع البارانويا الأخرى كلها تخيلات مريضة وأحلام غير قابلة للتصور.
***
*تصوروا أحلى لحظات حياتي عندما أجلس لأتسامر مع أهلي من خالاتي وأبناء عمومتي وأبناء خالاتي وخلاني .. صدقوني أستشعر خلال تلك الساعات القصيرة أن الدنيا غير الدنيا..
بارك الله في كل من وصل رحمه واحترم شجرة عائلته مهما تباعدت أغصانها عن بعضها البعض.
***
والآن نأتي إلى حسن الختام:
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم المتنبي:
لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقي
وَلِلحُبِّ مالَم يَبقَ مِنّي وَما بَقي
وَما كُنتُ مِمَّن يَدخُلُ العِشقُ قَلبَهُ
وَلَكِنَّ مَن يُبصِر جُفونَكِ يَعشَقِ
وَبَينَ الرِضا وَالسُخطِ وَالقُربِ وَالنَوى
مَجالٌ لِدَمعِ المُقلَةِ المُتَرَقرِقِ
وَأَحلى الهَوى ما شَكَّ في الوَصلِ رَبُّهُ
وَفي الهَجرِ فَهوَ الدَهرَ يُرجو وَيُتَّقي
وَغَضبى مِنَ الإِدلالِ سَكرى مِنَ الصِبا
شَفَعتُ إِلَيها مِن شَبابي بِرَيِّقِ
وَأَشنَبَ مَعسولِ الثَنِيّاتِ واضِحٍ
سَتَرتُ فَمي عَنهُ فَقَبَّلَ مَفرِقي
وَأَجيادِ غِزلانٍ كَجيدِكِ زُرنَني
***
و..و..شكرا