إذا أردتم أن تعرفوا حقيقة الغضب والثورة التي تنتاب مجرمي الحرب نتنياهو والمتطرفين من أركان حكومته من عملية تسليم الأسرى فاقرأوا رسائل الأسرى سواء ساعة الإفراج أو بعده..
انها أبلغ رد على اكاذيب وخدع ابشع حكومة متطرفة في التاريخ الحديث عملت على ترويجها وإقناع العالم والمستوطنين بها وجندت لها كل وسائل الاعلام في الغرب والتي تواطأت معها للأسف الشديد وتخلت عن كل القيم والمعايير في الموضوعية والحيادية ومن قبل الانسانية..
احاديث الأسرى تجهض بل وتفضح في آن واحد كل السرديات الصهيونية سواء عن المقاومة أو عن أهداف العدوان وكذا الرغبة المحمومة في نهج الإبادة الجماعية والشهية المستعرة للقتل والانتقام ..
ولو أن العالم الحر والعالم العربي تبنى فكرة ما لكشف الحقيقة ولو في برنامج تحت عنوان ” افضحوهم ” اي جرائم الصهاينة لم يكن هناك افضل من المواد التي قدمها الأسرى الصهاينة المفرج عنهم في الدفعات المتتالية..وهي مواد بالغة الصدق والقوة في التاثير لانها صادرة عن الأعداء أولا والفضل ما شهدت به الأعداء.. والاهم ان أحدا لم يجبرهم على ذلك..الامر الذي يزيد من حنق وغضب وغيظ مجرمي الحرب في الكيان ويبذلون كل جهد لمنع تلك الشهادات وحجبها عن الجمهور بشتى الطرق او تحريفها وتشويهها..الغريب في الامر انه اذا كان الاعلام الغربي المتحيز والمتواطئ مع الكيان واي سردية يمررها او يريدها فما بال الاعلام العربي والإسلامي يتجاهل او على الأقل يمر مرور الكرام ولا يحاول ان يفعل شيئا ذا بال للدفاع عن قضيته او عن الضعفاء او على الأقل يدافع عن الحق والحقيقة في وجه قوى البغي والطغيان التي تطاولت وتظن اننا غير قادرين عليها وينسون ان امر الله سوف يأتيهم بياتا وهم نائمون او نهارا وهم قائلون!!
الاحاديث التي ادلت بها الاسيرات في الدفعة الأولى مثل: “كارينا أرئيف، دانييل جلبوع، نعمة ليفي، ليري إلباج ورومي جونين فارديم وإميلي ودورون شتاينبراخر..وكلهن اكدن على حسن المعاملة والرعاية والتدليل أحيانا..وساكتفي هنا بالإشارة الى حوار الأسيرة تشين الموج جولدشتاين وابنتها الشابة آجام..الحوار بثته فضائيات إسرائيلية وغربية واصاب نتنياهو وعصابته بالجنون والصدمة واصدروا اوامرهم بمنع نشر المقابلات لخطورتها على الأمن القومي الصهيوني..لأنها تهدم الصورة التى يحاولون ترويجها عن حماس والمقاومة وأنهم ليسوا بشرا وانما حيوانات بشرية هكذا يقولون بالنص بكل صلف وغرور وعنجهية..
اعترفت الأسيرة أنها تلقت معاملة حسنة من حراسها وأنهم كانوا مستعدين للتضحية بحياتهم من أجل حمايتها وأبنائها الثلاثة من القصف الإسرائيلي.
قالت الأم تعاملوا مع ابتي آجام بلطف شديد واطلقوا عليها اسم اسلامي
جميل مذكور في القرآن الكريم “سلسبيل”ويعني الماء الحلو واسمها بالعبرية يعني البحيرة!
الأسير شوهام والذي كان يعمل ضمن وحدة العمليات في جهاز الاستخبارات “الموساد”وتم الافراج عنه في الدفعة الأخيرة فاجأ الجميع وهو يقبل راس اثنين من رجال المقاومة على المنصة..اللافت ليس قبلة العسكري ولكن ما قاله في حوار مع المقاومين عندما كانوا يقفون بجوار شجرة زيتون قديمة تعمد الاحتلال قطعها قال شوهام:«شجرة الزيتون هذه تبدو لي أكبر من عمر دولتنا ويجب على كل واحد أن يعود إلى موطنه»..
الأسير دون ان يدري وبعفوية شديدة قدم حلا للمشكلة العويصة التي لايريد أحد ان يتعامل معها بالجدية وفق قواعد القانون الدولي والمنطق الانساني.. قدم الحل الأمثل الذي لا يريد احد ان يقترب منه” يجب على كل واحد أن يعود إلى موطنه الاصلي”..حل عبقري ومنطقي وفيه راحة لكل الأطراف وعلى الصهاينة الذين تجمعوا من اصقاع الأرض تحت أي أوهام ان يعقلوا الرسالة ويتأكدوا ان استمرار الاحتلال ليس له من رد الا المقاومة!
الأسير الكسندر تروبانوف والذي يحمل الجنسية الروسية كتب رسالة بليغة جدا وجهها لرجال المقاومة عقب الافراج عنه ..الكسندر كان يعيش في مستوطنة نير عوز مع امه وجدته وخطيبته كتب بلغة راقية مليئة بالمشاعر والاحاسيس الفياضة مخاطبا آسريه: جميلكم محفور في وجداني فخلال 498 يومًا عشتها بينكم تعلمت معنى الرجولة الحقّة والبطولة الخالصة واحترام الإنسانية والقيم رغم ما تعرضتم له من عدوان وإجرام.كنتم أنتم المحاصرون الأحرار وأنا الأسير وأنتم الحراس على حياتي اعتنيتم بي كأب رؤوف بأبنائه حفظتم علي صحتي وكرامتي وأناقتي ولم تسمحوا للجوع أو الذل أن يمسّني رغم أنني كنت في قبضة رجال يقاتلون لأجل أرضهم وحقهم المسلوب تقاتلهم حكومة بلادي التي تمارس أبشع إبادة بحق شعب محاصَر. لم أكن أعرف معنى الرجولة حتى رأيتها في أعينكم ولم أدرك قيمة التضحية حتى عشتها بينكم، حيث كنتم تواجهون الموت بابتسامة، وتقاومون بأجسادكم العارية عدوًا يملك كل أدوات القتل والدمار. مهما أوتيت من فصاحة وبلاغة، فلن أجد من الكلمات ما يفيكم قدركم وما يعبر عن دهشتي وإعجابي بسموّ أخلاقكم. أهكذا يعلّمكم دينكم أن تعاملوا به أسراكم؟ أي دين عظيم ذاك الذي يصنع منكم رجالًا بهذا السموّ، حتى تسقط أمامه كل قوانين حقوق الإنسان الوضعية، وتتهاوى بجانبه كل بروتوكولات التعامل مع الأعداء! لقد طبقتم العدالة والرحمة في أصعب اللحظات، ليس بشعارات زائفة بل بواقع عشناه!!
ترى هل يمكن لمجرمي الحرب والصهاينة ان يستوعبوا رسائل الاسر العائدين؟؟
ربما يحدث ذات يوم..
والله المستعان..
megahedkh@hotmail.com