لَمْ نَغَادِر بَعْدُ..
وَرُبَّمَا.. لَمْ نَغَادِرْ أَبَدًا.
مَرَّ وَقْتٌ لَا يَعْرِفُ الْعَدَّ،
وَأَنَا أَنْظُرُ بَعِيدًا ..
وَقَلْبِي يَنْظُرُ إِلَيْكَ.
أَقِفُ،
وَقَلْبِي يَرْكُضُ نَحْوَكَ،
لَا أَلْتَفِتُ،
وَكُلَّ الْإِلْتِفَاتِ يَخْتَبِئُ دَاخِلِي
لَا أَعْرِفُ أَكَانَ الْبُعْدُ هُرُوبًا، أَمِ اقْتِرَابًا ..
أَمُدُّ يَدِي نَحْوَ الْفَرَاغِ،
كَأَنَّنِي أَبْحَثُ عَنْ ظِلِّي الَّذِي تَلَاشَىٰ،
عَنْ صَوْتِي الَّذِي غَابَ بَيْنَ أَصْدَاءِ الرَّحِيلِ
أَجْلِسُ هُنَاكَ ..
وَالشُّرُوقُ يَنْثُرُ ضَوْءَهُ الْخَافِتَ،
عَلَى جُدْرَانِ الصَّمْتِ الْقَدِيمِ
أَنْتَظِرُ عَوْدَتِي إِلَيَّ ..
عِندَمَا يَنْطَفِئُ الْضوء الْأَخِيرُ..
لِأَحْتَضِنَهَا بِرِفْقٍ .. وَأُسِرُ إليها،
أنَّنِي وَحْدِي الَّتِي أَحْبَبْتُهَا بِصِدْقٍ ..
وَنَمْضِي، غَيْرَ مُلْتَفِتَيْنِ إِلَى هَذَا الْعَالَمِ الْكَاذِبِ..!