قد ذكرت سيناء في الكتب السماوية وعبرها الرسل والأنبياء من بينهم سيدنا ابراهيم وموسى وهارون وعيسى ويعقوب ويوسف عليهم السلام كما جاء في قوله تعالى ” والطور والكتاب المسطور ” سورة الطور آيات 1, 2″ حيث اقسم الله تعالى بجبل الطور الذي كلم الله موسى عنده.. إذا كان الارهاب في سيناء كان عامل من عوامل عدم التنمية في السنوات الماضية. بفضل الله سطر رجال القوات المسلحة البواسل بأرواحهم ودمائهم الزكية بطولات وتضحيات ارتوت بها ارض سيناء وتم القضاء على الارهاب نهائيا واصبحت سيناء هي أمل وحلم المصريين في التنمية الشاملة حيث تزخر سيناء بمقومات طبيعية وزراعية وصناعية وتعدينية وسياحية وهي ركن من اركان إستراتيجية مصر الطموحة للخروج من الوادي الضيق الى رحاب سيناء الواسعة. حيث يوجد بها الطاقة (من الفحم والبترول والغاز الطبيعي) كما يوجد بها العناصر اللازمة مثل الفيروز والنحاس والحديد والرمال السواء والبيضاء وبها المياه اللازمة للري مما يجعلها تحتل موقعا زراعيا وصناعيا فريدا. وموقعا سياحيا ومزارا دينيا يجذب الملايين من السياح من جميع انحاء العالم حيث تمتلك المناخ المناسب واشعة الشمس متوفرة على مدار العام وبها أفضل انواع الرمال الذي يمكن ان يصنع منه ارقى شاشات الكمبيوتر والتليفون المحمول وغيرها من الاجهزة الالكترونية علاوة على الكريستال والزجاج.
تعتبر سيناء أهم المقاصد السياحية في مصر لما تمتاز به من خصائص طبيعية ودينية وحضارية فريدة وتساهم بنسبة كبيرة في الدخل القومي المصري. يجب علينا تشجيع الصناعات التقليدية اليدوية التي تتوافر خاماتها في سيناء مثل صناعة الزجاج وغيرها ويمكن تسويقها للسياح وتصديرها الى الخارج.. سيناء هي الامل والحلم الذي يداعب عقول الملايين من ابناء مصر. فان تعميرها طوق نجاة لاستقرار وتنمية مصر، فالحقيقة التي يجهلها الكثير من المصريين. ان إسرائيل لديها مسح كامل عن سيناء وتعلم ما بها من ثروات ومعادن في باطن الارض ما لا يعرفه المصريين أنفسهم عنها. ان اسرائيل تعمل ما في وسعها من اجل عرقلة تنمية سيناء ولا ننسى مقولة شارون اننا على استعداد ان تمتلك مصر القنبلة الذرية ولكن لا تقوم باي عمل من اعمال التنمية في سيناء .علينا ان نتذكر ما كتبه د. جمال حمدان من احد فصول كتابه ( 6 أكتوبر في الاستراتيجية العالمية ) من يسيطر على فلسطين يهدد خط دفاع سيناء الأول ومن يسيطر على خط دفاع سيناء الأوسط يتحكم في سيناء ومن يسيطر على سيناء يتحكم في خط دفاع مصر الأخير ومن يسيطر على خط دفاع مصر الأخير يهدد الوادي , تلك هي معادلات مصر الاستراتيجية كما صاغها جمال حمدان وفى خمس كلمات تقول ” سيناء هي قدس أقداس مصر ” والان نرى اليمين المتطرف الصهيوني يروج لنظرية توراتية متطرفة تكون فيها سيناء ضمن أرض الميعاد . وفى سياق العدوان البربري على غزة تعالت أصوات العدو الصهيو- أمريكي بترحيل اهل غزة الى سيناء.. فيما بيننا وبين العدو الصهيوني صراع وجود وليس خلاف حدود.. علينا تصحيح خلل الجغرافيا البشرية لشبه جزيرة سيناء لتنسجم مع موقعها وجغرافيتها الطبيعية.. ان سيناء تعاني من فراغ بشرى رهيب واستمرار هذا الفراغ البشرى في سيناء يشكل خطرا كبيرا على الامن القومي المصري، اذا كانت اتفاقية السلام تحد من قدرة مصر على تسليح سيناء فليس هناك أي قيد على تعميرها. فأنني أطالب القيادة السياسية بصفة عاجلة ان يكون تعمير سيناء هو المشروع القومي الأكبر لمصر في الفترة القادمة نحن بحاجة الى زراعة البشر في ارض الفيروز هذا ما تفرضه مقتضيات أمننا القومي.
المحامي – مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا