لماذا يكرهوننا؟! سؤال عبقري وجوهري طرحته إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن عقب احداث الحادي عشر من سبتمبر الشهيرة..
وتولت الإجابة الصريحة عنه الإدارات الأمريكية المتعاقبة سواء كانت جمهورية أو ديموقراطية بلا كلل وملل وقدموا للعالم إجابة شافية وقالوا بشكل عملي من فضلكم لهذه الأسباب اكرهونا!..على فرض ان هناك اتهاما لجماعات إسلامية متورطة في الحادث الذي تشير فيه أصابع الاتهام بقوة الى الصهيونية العالمية..
لم يكن الهدف بالطبع الحصول على إجابة ولكنها كانت خطة صهيو- أمريكية لتمهيد الأرض لشن حرب على العالم الاسلامي والإسلام والمسلمين وبث الحقد والكراهية ضدهم..
الشق الأهم والابرز في الاعترافات الساحقة الماحقة فضلا عن الجرائم ضد الإنسانية والحروب المتواصلة بلا هوادة هو الرعاية الكاملة للإرهاب والتطرف صناعة وتأييدا وانتشارا في بقاع العالم وهو أمر برعت فيه الإدارات المختلفة بلا استثناء بل فاقوا السحرة في هذا الشأن الرهيب حتى انقلب السحر على الساحر ..
ولك أن تتخيل الإجابة عن سؤال طرحه الامريكيون أنفسهم بل رؤساء سابقين في اطار المقارنة مع القوى الدولية الأخرى المهددة للعرش الامريكي..كم حربا خاضتها امريكا في العالم وكم حربا انتصرت فيها؟
الإجابة ولا حرب واحدة..كلها رجعت منها بخفي حنين حتى وإن بدت في بعض الأحيان قوة عظمى تسعى لفرض الهيمنة والسيطرة على العالم وفي الوقت الذي تربعت فيه على عرش القوة وتفردت باحادية القطب وغرتها القوة وظن أهلها أنهم غير قادرين عليها حتى اتاهم بأسنا بياتا أو نهارا وهم قائلون ..
الإدارة الأمريكية متورطة في عدة حروب مهلكة في وقت واحد..ومن عجب انها وهي تحاول الهروب صنعت حربا هي الأخطر والأشد ضراوة إذا استمرت فيها ولم تتراجع على وجه السرعة..الحرب المعروفة الآن باسم التعريفات الجمركية والتي تحاول الإدارة الحالية تطبيقها على العالم أجمع..الدول الصديقة والحليفة والمتربصة بها أو المتحفزة على السواء.. خطورتها أنها تتفرد عن الحروب الأخرى التى دارت رحاها في أراضى بعيدة عن الحدود الأمريكية أو الداخل الأمريكي فيتنام باكستان العراق اوكرانيا فلسطين المحتلة.. ميزة حرب الرسوم انها نقلت المعركة إلى الداخل الأمريكي مباشرة يكتوي المواطن بنيرانها فورا..حرب مدمرة للصناعة مهلكة للاقتصاد وتؤدي إلى انهيار في البورصات وربما تزلزل عرش الدولار وتنهي عصورا من الهيمنة على السوق العالمي بالحق والباطل..
الان تمارس الإدارة الأمريكية إلى جانب غطرسة القوة وإدارة الحروب بنفسها في فلسطين وفي البحر الاحمر ويحدثها شيطانها باللعب مع الممرات العالمية لطرق التجارة المستقرة حتى من قبل وجود وتأسيس الولايات المتحدة الأمريكية نفسها بعض الممرات اطول عمرا من امريكا نفسها وتدعي الإدارة حاليا أن أمريكا سبب وجودها!
الإدارة المتصهينة الحالية تبدع في إشعال الحرائق العالمية واختراع انواع من الحروب لإرضاء غرور الصهيونية في مقدمتها حرب الابتزاز والجباية بأي وسيلة.
يا للهول..فجأة تذكر ساكنو البيت الأبيض أن الدول الصديقة وغير الصديقة كانت تنهب امريكا وتستغل قلبها الكبير وطيبتها أو خيبتها في الحصول على إعانات ودعم بالمليارات بغير وجه حق..وأنه لابد من استعادة هذه الأموال التي انفقتها الإدارات الأمريكية السابقة بسبب غبائها وسياساتها الحمقاء..هكذا تم وصفها مع سب ولعن وتجريح غير مسبوق لرؤساء سابقين بالاسم بعضهم لا يزال على قيد الحياة..
وتزعم الإدارة الترامبية أنها لو كانت موجودة ما اندلعت تلك الحروب ولما دفعت امريكا كل تلك المليارات..وإذا بها وهي في نشوة كيل الاتهامات تشعل حروبا جديدة وتصب الزيت على نار حروب مشتعلة بل وتقود بنفسها أخرى جديدة..
العجيب بل المضحك في اللعبة أن الإدارة تفكر في فرض إتاوات وتحصيل تكاليف الحروب التي خاضتها الإدارات السابقة واعلنت عن ذلك صراحة بل وتطالب بالمليارات..فوجئنا بأنها تطالب الحكومة الأفغانية بعد سنوات من الحرب المدمرة والانسحاب المخزي والمذل في عهد إدارة بايدن..اذ يطالب ترامب بدفع ثمن الأسلحة التى تركها الامريكان بعد الانسحاب!.
الاكثر فظاعة أن تطالب الكويت بدفع تكاليف الحرب مع العراق والتي مر عليها أكثر من ثلاثين سنة وتصر على أن تدفع الكويت الان ستمائة مليار دولار..رغم تأكيد الكويت أنها دفعت كل التكاليف في حينها وأكثر..فضلا عن أن الحرب لم تتكلف ما تطلبه إدارة ترامب..أنه الابتزاز والرغبة في السرقة والاستيلاء على أموال الغير..
والجميع كان يعلم بان الخزائن الخليجية كانت مفتوحة على البحري لتمويل الحرب بلا حسيب ولا رقيب لتحرير الكويت أولا ومن قبل القضاء على العراق تماما واخراجه من المعادلة ليس فقط العربية بل والدولية أيضا لخلق منطقة الفراغ الاستراتيجي الذي تحلم به دولة الكيان الصهيوني وقد كان للأسف الشديد..
انها نظرة التاجر الجشع الذي يسلط عينه على أموال وخيرات الآخرين ويعلن صراحة أن الناس لديهم مليارات وفوائض رهيبة هم أحق بها منهم وبلدهم اولى بها هكذا قال متفاخرا متعجبا مذبهلا اشهر واخبث مطور عقاري عالمي!!
في الاطار..لا ننسى حربا أخرى أشد بأسا وتنكيلا..حرب الاستهانة بالقانون الدولي والمؤسسات الدولية والاممية وتجريدها من اي قوة تمكنها من العمل وشل فاعليتها بالفيتو وأشياء أخرى.. ليس هذا فقط بل بشن حرب على المؤسسات التابعة لها والانسحاب من بعضها ورفض دفع المساهمات في التمويل رغم أنها تستغلها ابشع واسوأ استغلال لتحقيق أهداف أمريكية خاصة وربما تتعارض مع طبيعة المؤسسات ودورها الأساسي..
نعم لقد نجحت الإدارات المتعاقبة للبيت الأبيض في ان تقدم بنفسها أصدق إجابة على سؤالهم لماذا يكرههم العالم..وأظنهم ليسوا في حاجة لمن يصفعهم على وجوههم ويذكرهم أن يعملوا الآن وطوعا على إزالة الأسباب الحقيقية للكراهية !
لا أعتقد أن أحدا من ساكني البيت الأبيض استمع أو فكر فيما رصدته مراكز البحوث لديهم سواء التابعة البنتاجون أو مؤسسات العبث في السياسة الخارجية الأمريكية لفرض الهيمنة والسيطرة على العالم..للإجابة عن السؤال المطروح المزعج والمقلق لماذا يكرهوننا..
والله المستعان..
megahedkh@hotmail.com