للعام الثاني على التوالي تؤكد تجربة المسلسلات نصف الشهرية نجاحها وتفوقها وذلك لتخطي مشكلات الدراما الشهرية من الاطالة والمط وإقحام أحداث ودراما ليس لها مبرر والبعد عن الحبكة الأساسية، وكما قلنا كثيرا مع كل الاحترام لكتاب الدراما الحاليين إلا أنه للآن لم يستطع أحد منافسة كبار كتاب الدراما من المبدعين الأوائل الذين أثروا الدراما الرمضانية ووضعوا لبنة الأساس للدراما الشهرية وخاصا في شهر رمضان الفضيل أمثال.. أسامة أنور عكاشة، محمد صفاء عامر، محمد جلال عبدالقوي.. وآخرين، في أعمالهم الخالدة مثل.. الشهد والدموع وليالي الحلمية والمال والبنون والضوء الشارد وذئاب الجبل وغيرها الكثير والكثير، وكانوا يملكون من البراعة ما يجعلهم ليس فقط يقدمون دراما محترمة على مدار الشهر، بل تخطى إبداعهم هذا الحد كثيرا بعمل أجزاء مثل مسلسل ليالي الحلمية الذي استطاع تقديم خمسة أجزاء متتالية لم يشعر المشاهد فيها بأي ملل بل كان ينتظر في شغف وشوق دائم لمتابعهتا، وذلك بالعمل على مجاراة الأحداث والتطور التاريخي والاجتماعي للمجتمع المصري وذلك ساعد كثيرا في نجاحها ولا شك القدرة الابداعية في الكتابة لهؤلاء المبدعين.
وأصبحت فكرة الدراما الشهرية تجد نجاحا مهما خاصا في تسويق العمل، مما جعل الكتاب والمخرجين وشركات الانتاج يسعون دوما لتقديم الأعمال الدرامية على مدار الشهر، ويعدون العدة لذلك مهما كلف الأمر ولا شك أن ذلك أضر كثيرا بالدراما، ومع الوقت وقلة المبدعين أو لنقل اختلافهم أصبح صناع الدراما أسرى المسلسلات الشهرية، ولذلك أصبحت الاطالة والمط سمتين رئيسيتين في أغلب الأعمال، كما أن وقت الحلقات أصبح قصيرا وللأسف وقت الاعلانات أصبح كثيرا جدا ويفوق مدة عرض المشاهد بين الفواصل الاعلانية.
ومع انتشار الفضائيات وزيادة المحطات التلفزيونية أصبح التسويق أعلى فزادت حدة السباق على التواجد في الشهر الفضيل وخاصة أنه يعد أعلى نسبة مشاهدة على مدار العام وبالطبع تكون أسعار الاعلانات أعلى بكثير.
ولطالما نادينا كثيرا بوجود مسلسلات أسبوعية أو نصف شهرية حتى يكون هناك تركيز درامي على العمل والقصة بدلا من هذا العبث الذي أصاب الدراما بسبب اللهث وراء الشهريات وحتى لا يصاب المشاهد بالملل وخاصة أن التطور التكنولوجي جعل الكثير لا يستطيعون أن يجلسوا كثيرا لمشاهدة ومتابعة مسلسل، وذلك لطول الفواصل الاعلانية التي تجعل البعض يغير المحطات ويتجول فيها فيفقد كثيرا من التركيز والمتعة، لذلك كانت تجربة المشاهدة على الانترنت تلق رواجا كثيرا، ذلك مما يجعل المشاهدة التلفزيونية مع الوقت تفقد بريقها.
ولا شك أن التأثير الايجابي للمسلسلات نصف الشهرية بدأ يؤتي ثماره بقوة العمل والتركيز على الحبكة والعمق الدرامي أكثر، ففي العام الماضي وجدنا مسلسلات لاقت نجاحا كثيرا بسبب هذه العوامل، وهذا العام أيضا وجدنا الكثير من المسلسلات التي تؤكد نجاح التجربة على سبيل المثال لا الحصر مسلسلات.. أشغال شقة في جزئه الثاني، كامل العدد في جزئه الثاني أيضا، أولاد الشمس، النص، إخواتي، قهوة المحطة، ظلم المصطبة..
ونعيد ونؤكد أن هذه الظاهرة مع الوقت وقريبا جدا ستسيطر على سوق الدراما وخاصة الدراما الرمضانية..
Omarfawzi3041966@gmail,com