المسرح الحكومي يتيم لطيم فليس هناك أي مشروع أو فكر تريد له الحكومة منه أن يخدم عليه ، تركته لإدارات متعاقبة حفريات تأبى الرحيل تربطها مصالح شخصية متبادلة لا تنفصم يكملون في دأب ما بدأه أولهم وصولا لأخرهم مع طول مكوثهم في كراسيهم يعتبرونه إقطاعية وإرثا خالصا ، يتبنون فكرا مبلبلا مشوها هيستيريا لتيارات مسرحية عفا عليها الدهر ، حتى أن من ابتدعوها تخلوا عنها وهجروها ، ولكنهم بكل ضراوة مع عدم تلاءمها وتناسبها لمجتمعنا وذاقته يمارسونها بكل عناد بدعوى التجريب (التخريب والتجريف) تحت مظلة أكاديمية مدعية ضالة تمعن في ترديد المصطلحات بلا وعي ،وإعلام مسرحي ( صحفي ونقدي ضميره معتل ) لتهمل صيانة المسارح ويتردى حالها وصولا لتقلص أعدادها وانكماشها ، ناهيك على تعدد الفرق المسرحية بمسميات مختلفة بلا حد فاصل لدور كل مسرح ودوره ، مع مذبحة فجة بربرية لمؤلفي النصوص المسرحية وقصرها على أتباعهم ومواليهم حتى أصبحت هناك ظاهرة تفشت جمعهم بين التأليف أو الإعداد أو الدراماتورج والإخراج والسطو على النصوص الأجنبية دون أن يكلفوا أنفسهم ذكر المؤلف والمترجم ، مع تفشي التفاهة نصوص الإفيهاتجية والاسكتشات ذات أفكار وتيمات ومضامين تخدم على اهتماماتهم الشخصية دون اعتبار للجمهور قضاياه واهتماماته وخصوصيته ، مع عدم تواجد فنانين ينظرون إليه ويمارسونه من منطلق فكره وفنه وإمتاعه إضافة إلى كونه مرهقا يستهلك زمنا طويلا في البروفات محصلة عائده المادي وشهرته قليلة مقارنة بالدراما التلفزيونية و السينما ، ومع طغيان وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات لم يستطع المسرح في ظل طرحه الإنتاجي الهزيل بالذي يجذب الجمهور إذ لا يعبر عنهم في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية متقلبة بضراوة فأسقطوه من اعتبارهم وصولا لعقاب جماعي .
لتصبح المسارح خاوية على عروشها إلا من مجموعات من الجمهور المحتشد من المجاملين والزملاء والأصدقاء .
وللتغطية على هذا الفشل الذريع والتردي لجأوا لحيلة المهرجانات صفرية المردود ثابتة الوجوه المشاركة والمهيمن والمحكمة والمكرمة وعلى رأي المثل اللي معاه قرش في الميزانية محيره يعمل مهرجان ويطيره .
لقد صدروا للجمهور أن المسرح التجاري المتمثل في فرقة مسرح مصر مجموعة الإفيهاتجية الذين انتشروا بسرعة البرق حيث تعرض مسرحياتهم على القنوات الفضائية لترسخ في جمهور الشباب أن المسرح التافه الذي بلا فكر أو مضمون الذي يستدر الضحكات بلا لا حسيب ولا رقيب على الألفاظ المكررة المعادة والطرح التافه الذي يخلو من الفكر والمضمون.
