الخديوي عباس حلمي الثاني قرر أن يذهب إلى الحج مصطحبا معه أسرته وكان من الطبيعي أن يطلب من شاعره وصديقه أحمد شوقي الذهاب معه وداعبه قائلا : إنه سيركب حصانا مطهما هدية منه إليه ولم يملك أحمد شوقي الرفض فصحب الموكب إلى صحراء العباسية ومن هناك فرّ تاركا الموكب قبل أن ينتبه الخديوي عباس حلمي الثاني وعاد أحمد شوقي إلى القاهرة وكتب هذه القصيدة وأرسلها معتذرا إلى الخديوي وفي عام 1949 اختارت الفنانة نجاة علي القصيدة لتغنيها وبالفعل لحنها عبد الفتاح بدير وسجلتها نجاة علي للإذاعة وفى عام 1951 أعجبت أم كلثوم بالقصيدة وأرادت غناءها ولكن بلحن غير الذى وضعه عبد الفتاح بدير فأسندت اللحن إلى الموسيقار رياض السنباطى بعد أن طلبت من الشاعر أحمد رامي تغيير بعض الكلمات للخروج بالنص من الخاص إلى العام ولتعديل بعض الأبيات التى تمدح الخديوى وتصف موكبه وبالفعل تم تعديل :
إلى عرفات الله يابن محمدٍ عليك سلام الله في عرفات
فأصبح البيت : إلى عرفات الله ياخير زائر عليك سلام الله في عرفات
والتغيير الثاني في هذا البيت : أرى الناس أصنافاً ومن كل بقعةٍ
فأصبح : أرى الناس أفواجاً
والتغيير الثالث : إذا زرتَ يامولاي قبر محمدٍ
فأصبح : إذا زرتَ بعد البيتِ قبرَ محمدٍ
والتغيير الرابع : وفاضتْ مع الدمعٍ العيونُ مهابةً
فأصبح : وفاضتْ من الدمعٍ العيونُ مهابةً
اختارت كوكب الشرق أم كلثوم من القصيدة مايناسب الغناء وبزيادة 12 بيتاً عن الأبيات التي اختارتها الفنانة نجاة علي وبعد أن لحن الأبيات الموسيقار رياض السنباطي رفضت الإذاعة فى البداية تسجيل أغنية إلى عرفات الله مرة ثانية بصوت أم كلثوم لأن سبق وسجلتها زميلتها نجاة علي ودفعت الإذاعة أجر اللحن والكلمات والتسجيل وأكد مسئولو الإذاعة أنه ليس من حق أم كلثوم أن تعيد تسجيل القصيدة خاصة وأنها كانت وقتها نقيبة الموسيقيين ولكن استأذنت أم كلثوم زميلتها نجاة علي لغنائها كما أقنعت مسئولى الاذاعة وتم تسجيل القصيدة عام 1951 كما غنتها في حفلات كثيرة وفي عام 1963 صورت كوكب الشرق أغنية إلى عرفات الله للتلفزيون بطريقة الفيديو كليب الذى صممه شادي عبد السلام وصوره وحيد فريد وأخرجه أحمد بدرخان .