أتوسّدُ الذِكرياتِ بينَ رائحَةِ الظِلالِ، ويحتَضِنني الفَراغُ !! وَحيدٌ أنا في مَتاهاتِ العمرِ، وَهَبتُ قلبيّ كوَجبةٍ طازِجةٍ للقَلقِ، يتَناوَلُني علىٰ مَهلٍ، علىٓ رُفوفِ الوِحدَة ألوفٌ مِن صَناديقِ الصَمتِ، أتمَسّكُ بذِكرىٰ ثمينةٍ، أؤثِرُها كاستِثناءٍ فريدٍ، كُنتُ فيه مُطمَئنًا، مثلَ قلبيّ المَفقودُ بمَدائنِ الذِكرياتِ تمامًا، أنا المُثقَلُ بضَمائمِ الاحتِمالاتِ؛ أُربِتُ علىٰ غُربَتي العَصيّةِ بينَ تِلالِ الفَزعِ..!.وعلىٰ رَصيفِ الإنتُظارِ يختَبيءُ صائدُ الأرواحِ، فَهُناكَ الكَثيرُ مِن الثَكلىٰ؛ مُرابِطينَ علىٰ الحافةِ في رُكنٍ آمِنٍ، يتنَفَسونَ بقايا حَياةٍ إلىٰ فَينٍ، باحِثاتٌ عن أرواحِهِنَّ القديمةِ ومَشاعِرِهِنَّ النَديّةِ، وكَثيرٌ مُن العَجائزِ والصِغار؛ ِيجلِسونَ بجوارِ الجِدارِ الشِبْه آمِنٍ..! علىٰ الأرصِفةِ المُمتَدَةِ يرابِطُ القَلقُ والخَوفُ، وعلىٰ أطرافِ مَواجِعي؛ يعبُرُ اللّيلُ الثَقيلِ إلىٰ دَربٍ عَصيّ، به الكَثيرُ مِن المُتناقِضاتِ، مُتظاهِرٌ بالثَباتِ، وداخِلي معارِكٌ مُحتدِمةٌ، أكابِدُ الصِراعاتِ بينَ فَينَةٍ وأخرىٰ، وأُدَخُنُ لِفافاتِ حزني العَتيقِ، أعيشُ شِبْه حياةٍ مُتَدَلاةٍ بعمقٍ نحو المَوتِ، بي شَيءٌ مِن حزنٍ، وكَثيرٌ مِن اللّاشَيءَ يأخُذُني مِن تيهٍ إلىٰ تيهٍ، يأخُذُني إلىٰ مَتاهاتٍ مِن التيه اللامنتهاه، قَديمٌ حزني، ونازِفٌ بفَواجِعِ الحياةِ أنا، كَوَهجِ أمَلٍ يتيمٍ في زُقاقٍ قَديمٍ؛ أهفو أنْ أنسَلَ مِن ضَجيجِ الآلامِ لفرجَةِ حياة.
