تُجبرنا الحياة أحيانًا على إرتداء وجوه لا تشبه ملامحنا .
و تجعل منّا الأيام نُسخًا باهتة عن ذواتنا الحقيقية .
نُتقن أدوارًا لم نخترها .
و نتصرف بما يليق بالمواقف لا بما يليق بنا .
تغلفنا قسوة الظروف بطبقات من الصمت .
وتعرى مشاعرنا حتى تغدو بلا دفء .
نجبر على التماسك رغم الإنهيار .
و نُمارس التمثيل بدقة حتى نخدع أنفسنا .
تراكمات الحياة صنعت من أرواحنا جدرانا .
لا تنفذ منها مشاعر ، و لا يلامسها ضوء .
أصبحت الوجوه صامتة ..
ترفض الحديث ، و كأن الكلام صار خيانة لما نحمله من أوجاع .
الفرح يمر بنا كزائر غريب ، لا يعرف كيف يُقيم ؟
و الحزن بات مُقيمًا لا يرحل .
نضحك دون سبب ، و نبكى بصمت .
و لا أحد يُدرك حجم ما نُخفيه خلف ملامح ساكنة .
هكذا أصبحنا ..
أشباحا من مشاعر باردة .
و أرواحا خرساء تسير وسط صخب لا يفهم !!
