فى مشهد صادم اقتحم منازلنا من خلال شاشة التليفزيون، أثارت الإعلامية ياسمين عز، مُقدمة برنامج «حديث المساء» عبر قناة «إم بى سى مصر»، جدلاً واسعاً على مدار ساعات طويلة بعد ظهورها بفستان مكشوف الصدر، خلال إجرائها حواراً مع اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، على هامش احتفال الشبكة الإعلامية بذكرى انتصارات أكتوبر، الذى أقيم فى شرم الشيخ، مساء الجمعة الماضى.
وفى واقعة أخرى.. صدمت إحدى الفتيات المارة فى طريق صلاح سالم بالقرب من عمارات العبور بشرق القاهرة عندما خرجت من سقف إحدى السيارات بملابس مثيرة لترقص فوق سطح السيارة التى يمتلكها «صديق لها» دون أن تأبه لنظرات المارة وقائدى السيارات فى الطريق..!
يبدو أن تداعيات «مهرجان الجونة» وما أثارته ملابس نجمات السينما -اللاتى يمثلن «القدوة» للبعض من فتياتنا- ستظل تقتحم حياتنا ومنازلنا لفترة مقبلة.. وإذا كنا من زمن ليس ببعيد نعانى من تصرفات صادمة، لكل تقاليدنا باعتبارها تتناقض مع منظومة القيم التى لا تزال بقاياها تسود المجتمع وفى مقدمتها «الحياء»، إلا أن ما جرى فى المهرجان قبل نحو أسبوعين وظهور نجمات السينما وهن يرتدين «ما يشبه الفساتين» -التى تكشف عن الكثير من تفاصيل أجسادهن أكثر مما تغطيه أو تخفيه- أنهى هذا الحياء وشجع فتيات وسيدات أخريات على تقليدهن، وبدا من الواضح أن ما جرى فى المهرجان قد شجع البعض على الإعلان عن هذا التجرؤ على شاشات التليفزيون أو فى الطريق العام..!
فى الواقعة الأولى تحولت الإعلامية إلى دائرة التنشين السوداء للعديد من الانتقادات الحادة، باعتبار أن هذا الفستان لا يتناسب مع طبيعة الحدث ولا يرقى للحوار حول انتصارات أكتوبر، ذلك «الحدث التاريخى» إلى جانب أنها لم تحترم لا هيبة الحدث ولا دم الشهداء الذين أريقت دماؤهم على أرض سيناء الحبيبة، ولا مكانة الضيف كرجل مقاتل ولا المشاهدين فى المنازل ومنهم أطفال وشباب مراهقون..!
فبـ«فستانها» هذا تجاوزت ياسمين كل المعايير الإعلامية التى تؤكد -فى جانب منها- ضرورة الظهور اللائق أمام المشاهدين فى المنازل بما يراعى تماماً الموضوع الذى تدير حوله الحوار وطبيعة شخصية الضيف غير أن كل ذلك لم يتحقق، واعتبر البعض أن ظهورها بهذا الشكل يتنافى تماماً مع قدسية وجلال انتصارات أكتوبر المجيدة، ويضرب بكل التقاليد والبروتوكولات الإعلامية عرض الحائط ويعد استخفافاً بدماء شهدائنا الأبرار..!
وفى الواقعة الثانية فإن «فتاة السيارة» لم تكتف بما فعلته فى الطريق العام، بل سارعت لنشر فيديو لها على إحدى صفحات «فيس بوك» وهى ترقص حرصاً من جانبها على ألا يمر ما قامت به بعيداً عمن لم يصادف سيره فى الطريق وقت أن كانت تقدم «فاصل الرقص»، وهو ما أثار الاستياء العام سواء بين المارة أو من شاهدوا الفيديو..! الغريب أن هذه الفتاة -وفق صورتها الأخرى التى نشرتها الصحف بعد إلقاء القبض عليها بتهمة الفعل الفاضح فى الطريق العام- اعتادت أن تتخفى عن أعين سكان منطقتها بـ«طرحة على رأسها وعباءة» وكأنها اعتمدت ذلك بـ«خاتم الالتزام والتدين» لتنطلق بعدها خارج منطقة سكنها -التى يبدو أنها تقع فى منطقة شعبية- فى فاصل من الرقص على سقف السيارة بعد أن تستبدل ملابسها الملتزمة هذه بأخرى مثيرة للفت أنظار المارة..!!
أجهزة الأمن تمكنت من خلال الفيديوهات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعى التى أحدثت جدلاً كبيراً بسبب ملابسها المثيرة، من تحديد أرقام السيارة الملاكى، وتوصلت إلى مالكها والقبض عليه، والذى أرشد عن مكان الفتاة التى داهمت الشرطة منزلها وألقت القبض عليها بعد ذلك بعد أن تحدث جميع رواد مواقع التواصل عن أن الفتاة وصديقها كانا فى حالة سُكر فى أثناء سيرهما على الطريق، وهو الأمر الذى دفع الفتاة إلى الخروج من فتحة السيارة، والرقص خلال عودتهما من حفل.
وكان مشهد الفتاة الراقصة يمثل قمة الانحدار الشديد فى السلوك والأخلاق وضمور الضمير، إذ لم تراعِ هذه الفتاة أى معيار للخجل أو الحياء وأخذت فى تحدى كل القيم والمعايير الأخلاقية التى اعتدنا على تربية أبنائنا عليها.
لا أدرى سبباً محدداً للانقلاب المفاجئ الذى وقع فى «المنظومة الأخلاقية» لمجتمعنا وأصبح عدم الالتزام بها مدعاة للإعلان والتفاخر على الرغم من أن الكثيرين منا يحلو لهم وصفه بأنه «متدين.. ملتزم بتعاليم دينه.. محتشم».. ويبدو أن بوادر هذا الانقلاب بدأت قبل نحو عام وتحديداً فى إحدى ليالى شهر سبتمبر من عام 2017 فى منطقة «التجمع الخامس» عندما رفع جمهور إحدى الحفلات الموسيقية علم المثليين جنسياً فى حفل «ميوزك بارك» بالتجمع الخامس، تأييداً لميول مؤسس الفريق الذى أعلن مثليته منذ فترة بأحد البرامج الفضائية.
منذ ذلك الوقت بدأ الانحدار الشديد فى كل القيم والسلوك والأخلاق وأصبح الإعلان عن ذلك دون حياء بعد أن تحول الحفل من حفل غنائى لحفل له أهداف غير أخلاقية لترويج فكر شاذ لفئة تدعو نفسها «المثليين» ترى فى نفسها الحقوق الكاملة للإعلان عن وجودها الشاذ داخل مجتمع له عادات وتقاليد.. مجتمع يرفض بكل الأشكال ما تدعو له تلك الفئة..!
وكشف الانحلال عن وجهه إلى درجة أن أحد الممثلين المصريين أخذ يعلن تعاطفه مع تلك الفئة ويدافع عن حقهم الذى يراه طبيعياً، بينما كتبت إحدى صفحات التواصل الاجتماعى التابعة لهذه الفئة معلقة: «ربما كان الكثير منا يخاف من رفع العلم والتصريح أننا هنا.. كل الشكر لكل من رفعوا علمنا، علم فخر مجتمع الميم.. كل الشكر لهؤلاء الشجعان والشجاعات فى حفل مشروع ليلى، شكراً لجعلنا جميعاً نشعر بفرحة عارمة بهذا الانتصار الصغير.. شكراً للظهور والتصريح أننا هنا، دعونا ننام اليوم سعداء بهذه اللحظة».!!
يبدو أننا سنعانى لفترة طويلة من تأثير تداعيات «مهرجان الجونة» على مظهر فتيات يرين أن نجمات السينما قدوة لهن يجب السير على طريقهن والالتزام بأسلوب عريهن، سواء على شاشة التليفزيون أو فى الطريق العام..!