الإخبارية – عادل أحمد
تنشر جريدة الاخبارية الكلمة الافتتاحية للمؤتمر الاقليمى رفيع المستوى حول تطوير أداء عمليات حفظ السلام
– السيد سامح شكري وزير الخارجية.
السيد جان بيير لاكروا, وكيل الامين العام لعمليات حفظ السلام,
رئيس الاركان العامة / وحيد عزت مساعد وزير الدفاع للعمليات, القوات الخاصة, وحرس الحدود,
– اللواء / علاء عبد الفتاح, الامين العام للجنة التعاون الدولي, وزارة الداخلية,
– كبار الممثلين والمساعدين لدى الامين العام للامم المتحدة,
الممثلون المرموقين للبلدان الافريقية والعربية الشقيقة
اصحاب السعادة, ايها السيدات والسادة,
– مرحبا بكم في القاهرة وفي المؤتمر الاقليمي المعني بتعزيز اداء عمليات حفظ السلام: من الولاية الى الخروج.
وخلال اكثر من سبعين عاما, حققت عمليات الامم المتحدة لحفظ السلام نجاحا ملحوظا في الحفاظ على السلام, ومنع الصراعات, وحماية المدنيين. وقد تطورت مهام هذه العمليات على مدى العقود الماضية, ومن ثم فانها توقعات المجتمع الدولي. – ويواجه حفظ السلام الان تحديات لم يسبق لها مثيل لتنفيذ مهام معقدة في البيئات التشغيلية غير التقليدية, مع تلقي موارد اقل لتنفيذ ولاياته
– وسعيا الى تحقيق مزيد من الفعالية في حفظ السلام, قدم عدد من الاستعراضات الرئيسية, بما فيها تقارير فرس النهر ومجموعة الخبراء عن عمليات السلام واستمرار السلام, سلسلة من التحليلات والتوصيات الجديرة بالثناء. وفي ظل هذه الخلفية, فان الاصلاحات التي بداها الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس, بما في ذلك اصلاح ركيزة السلام والامن في الامانة العامة للامم المتحدة, ومبادرة العمل من اجل حفظ السلام, والاعلان المصاحب لها بشان الالتزامات المشتركة بشان عمليات حفظ السلام, جاءت في ويؤكد توافق الاراء الحكومي الدولي الذي تم التوصل اليه حول هذه المبادرات التزام الدول الاعضاء بان تمتلك هذه الاصلاحات وان تقدم لها في الممارسة العملية. ويمثل هذا المؤتمر دليلا عمليا على هذا الالتزام.
اصحاب السعادة,
1960-وفي عام 1960, قدمت مصر اول مساهمة عسكرية لها في عملية الامم المتحدة لحفظ السلام في الكونغو. ومنذ ذلك الحين, ايد افراد الشرطة والجيش في ذوي الخوذ الزرق مبادئ حفظ السلام, وقد ضحوا بحياتهم من اجل قضية السلام.
وعلى مر السنين, حافظت مصر على موقفها بوصفها من كبار البلدان المساهمة بقوات وافراد شرطة, وهي حاليا تحتل المرتبة 7 اكبر مساهم بالافراد النظاميين في عمليات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة ونحن ايضا خذ بدورنا في النهوض بتطوير مبدا حفظ السلام من خلال الجمعية العامة للامم المتحدة, ووضع واستعراض ولايات حفظ السلام, عن طريق اقتراح مبادئ توجيهية بشان مساهمة حفظ السلام في بناء السلام واستمرار السلام خلال اخر عضويتنا في مجلس الامن. والالتزام المستمر بالنهوض بالشراكة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي دعما لجهود حفظ السلام في قارتنا.
وفي ضوء هذه التجربة, وبصفتها بلدا رئيسيا من البلدان المساهمة بقوات وشرطة, وبصفتها عضوا غير دائم مؤخرا في مجلس الامن التابع للامم المتحدة, اود ان ابرز نقطتين:
اولا: علينا ان نقترب من مستقبل حفظ السلام من خلال التاكيد مجددا على التزامنا الراسخ بتعزيز فعالية الامم المتحدة في التصدي للصراع في جميع المراحل من المنع الى التسوية الى بناء السلام بعد انتهاء الصراع والى استمرارية الاستجابة الخاصة بالسياق, باستخدام طائفة من – الادوات المتاحة للامم المتحدة للحفظ على السلم والامن الدوليين.
وفي هذا الصدد, نعتقد بقوة ان اولوية السياسة ينبغي ان تكون السمة المميزة للنهج الذي تقوم به الامم المتحدة في حل الصراع. ونحن بحاجة الى ان تزن المجموعة الكاملة من الردود, عندما تعالج حالة قد تعرض السلم والامن الدوليين للخطر, ولنشر عمليات الامم المتحدة لحفظ السلام الا بوصفها مرافقا, وليس بديلا, لاس استراتيجية سياسية تعالج الاسباب الجذرية للصراع.
ثانيا: ان اعلان الالتزامات المشتركة, الذي اقرته حتى الان 150 دولة عضوا, يعكس تصميمنا المشترك على تعزيز الاداء العام لعمليات حفظ السلام: من تصميم الولايات الى استعراضها, ومن تشكيل هياكل البعثات الى نشرها, وفي التحضير لذلك. مخرجهم. وهناك حاجة الى ان تقدم هذه الالتزامات الى المستوى التالي من التنفيذ العملي. وينبغي لنا ان نهدف الى وضع اطار تشغيلي يشجع على زيادة التكامل والاتساق في تنفيذ جميع الجهات الفاعلة التي تتناولها الالتزامات. ومن المؤكد اننا بحاجة الى تجنب اتباع نهج في التنفيذ من شانه ان يجعل جميع الجهود غير كاملة وغير فعالة.
ايها السيدات والسادة,
وفي هذا السياق, فان مؤت مؤتننا يكتسب اهمية خاصة. وهي اول مشاورات اقليمية مع اصحاب المصلحة الافارقة والعرب, والبلدان المساهمة بقوات وافريقيا, والدول المضيفة لعمليات الامم المتحدة لحفظ السلام, ومعظمها في افريقيا والعالم العربي, ومفوضية الاتحاد الافريقي, والجماعات الاقتصادية الاقليمية, وتهدف الى تزويرها. – زيادة الفهم والشراكة من اجل معالجة مسالة تعزيز اداء حفظ السلام.
ويوفر هذا المؤتمر منبرا فريدا لهؤلاء اصحاب المصلحة الافارقة والعرب للمساهمة في وضع اطار شامل ومتكامل لسياسات الاداء يحدد معايير واضحة لاداء حفظ السلام من الولاية الى الخروج.
ولا بد من الاصغاء الى صوت افريقيا, بوصفها صاحبة المصلحة الرئيسية في مؤسسة حفظ السلام, والى الاصغاء اليها. وتؤمن مصر, بصفتها الرئيس القادم للاتحاد الافريقي في عام 2019, بالشراكة الاكثر عمقا واكثر استراتيجية بين الاتحاد الافريقي والامم المتحدة, والعمل مع الشركاء العالميين الاخرين, وبخاصة في مجال السلام والامن.
ايها السيدات والسادة,
وكما يتضح من عنوانه, يسعى هذا المؤتمر الى نهج لاصلاح الامم المتحدة لحفظ السلام من خلال وجهة نظر شاملة تشمل مختلف العوامل التي تؤثر على ادائها. ويكتسب مؤت مؤتننا اهمية اخرى في ضوء المناقشات المقبلة بشان اصلاح حفظ السلام, وبخاصة في سياق المؤتمر الوزاري الدفاعي المزمع عقده في اذار / مارس 2019.
وقبل ان اختتم, اود ان اعرب عن تقدير حكومة مصر للدعم السخي الذي تلقته من شركائنا, وعلى الاخص حكومات اليابان والنرويج وكندا, وكذلك من برنامج الامم المتحدة الانمائي ومن برنامج الامم المتحدة الانمائي. نساء الامم المتحدة.
واود ايضا ان انوه بالجهود الممتازة التي بذلها مركز القاهرة الدولي لتسوية الصراعات وحفظ السلام وبناء السلام في تنظيم هذا المؤتمر. وقد تطور اتفاق السلام الشامل الى مركز امتياز معترف به دوليا بشان مسائل السلام والامن, وهو انجاز يستحق الثناء والاعتراف. ونحن نعتبر المركز رصيدا كبيرا و اداة قيمة لاقامة وتعميق الشراكات مع الكيانات والمؤسسات الافريقية, وكذلك مع الامم المتحدة وغيرها من الشركاء الدوليين الرئيسيين.
واود ان اشكركم جميعا على كونكم جزءا من هذا الحدث الهام واتمنى لكم مداولات مثمرة.