بقلم / عادل العبساوي
ظهرت في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لتطبيق جديد من سلسلة التطبيقات التي تظهر يوميًّا في عالم التكنولوجيا، وهو تطبيق “tik tok” والذي لقي رواجًا كبيرًا بين الشباب، خاصة الأعمار التي تتراوح بين 12 و25 سنة، وتقوم الفكرة على صناعة مقطع فيديو تتراوح مدته بين 15 ثانية : 1 قيقة، يقوم أثناءه شاب أو فتاة أو في بعض الأحيان كلاهما بتشغيل أحد المقاطع الموسيقية وتحريك شفتيه، مرددًا كلمات الأغنية، ويصاحب ذلك رقصات “قال يعني أشباح”. وحسب ما نراه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي فإن تلك الفيديوهات انتشرت كالنار في الهشيم، حيث إن عرضها لم يقتصر على التطبيق، بل تطور الأمر لأن تعرض كإعلان ممول على “YouTube” قبل مشاهدة أي فيديو؛ بهدف الترويج أكثر للفكرة، ناهيك عن أن هذا التطبيق الذي كان يدعى في بادئ الأمر “musical. ly” الى ان قامت شركة “بايت دانس – byte dance” بشراء محتواه وضمه إلى تطبيقها” tik tok” خلال العام الماضي، يضم أكثر من 500 مليون مستخدم حول العالم حسب بيانات التطبيق المدونة على متجر “google play”، واللافت للنظر هو ما تطورت إليه تلك الفيديوهات؛ فهي لم تعد مجرد مقطع فيديو موسيقي، وإنما أخذت مسارًا آخر يعكس مدى ما وصلنا إليه من انحلال فكري قبل أن يكون أخلاقيًّا، حيث ظهرت الآلاف من الفيديوهات التي تثير غضب عموم الناس وليس المتحفظين أو المتدينين فقط، فالملابس التي تظهر بها الفتاة تكون خليعة إلى أبعد حد، بجانب زاوية التصوير التي تختارها لإظهار مفاتنها، والشاب الذي يستخدم إيماءات بذيئة بدافع “الروشنة”.. كل ذلك من أجل تحقيق أعلى نسبة مشاهدة؛ لجذب الانتباه وتحقيق الشهرة المؤقتة. إذًا فنحن الان أمام ظاهرة خطيرة لا بد من تطويقها والتغلب عليها قبل تطورها وتناميها، ولذلك أرى أن من أهم خطوات التطويق أن تقوم الدولة بحظر مثل تلك التطبيقات وتطبيق المادة 14 من قانون رقم 10 لسنة 1961 الخاص بمكافحة الدعارة ومعاقبة أصحاب تلك الفيديوهات؛ ليكونوا عِبرة لغيرهم، وهو ما قامت به النيابة العامة بالفعل، حيث تم تحريك العديد من الدعاوى بشأن هذا الأمر، ومن أشهرها ما تم خلال العام الماضي من محاكمة إحدى الفتيات التي كانت تعمل كوافيرة بمنطقة الجونة؛ بسبب نشرها فيديو على هذا التطبيق ومواقع التواصل الاجتماعي أثناء رقصها بملابس شبه عارية وسط مجموعة من الرجال، وبهذا يكون من الممكن تقليص حجم الخطر لهذه الظاهرة؛ حفاظًا على الذوق العام ودرءًا للمفاسد التي تؤدي في النهاية إلى انهيار منظومة القيم وسقوط المجتمع في نهاية المطاف.
ولكن هل تعتقد أن تطبيق القانون فقط هو الحل؟!