تأتى أهمية الزيارات الخارجية التى يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيىسى من أنها تفتح الافاق أمام السياسة الخارجية المصرية فى إطار حرص القياده السياسية على تدعيم وزن مصر وثقلها على المستوى الدولى والإقليمى,من خلال تدعيم العلاقات المصرية مع جميع دول العالم ,مع تنويع تلك العلاقات وتطويرها فى كافة المجالات,بما يعود على تنمية موارد الاقتصاد المصرى , وبخاصة فى قطاع السياحة والصناعة,والتحول الرقمى الذى بات يشكل توجهاً رئيسياً للدولة فى الوقت المعاصر.
فلم تقف التحركات الدبلوماسية المصرية عن حدود أوربا الغربية,وشملت التحركات المصرية شرق أوربا,من خلال الزيارة التاريخية التى تعد الأولى لرئيس مصرى منذ إستقلال دولة بلاروسيا عام 1991 بعد إنهيار الاتحاد السوفيتى السابق,وعقب زيارة رئيس بلاروسيا لمصر فى يناير 2017 ,ولا سيما أن مصر كانت من أوائل الدول التى أحتضنت سفارة بلاروسيا بعد إستقلالها فى افريقيا والشرق الأوسط.
وتسعى القيادة المصرية من خلال هذه التحركات الى تنويع العلاقات مع دول شرق أوربا ,من أجل الدفاع عن المصالح المصرية وتعزيزها ,وتوفير الامكانات الازمة التى تضمن نجاح الخطط التنموية الطموحة للدولة والتى تتجسد فى خطة مصر 2030 .
وتعزز هذه الزيارة مجالات التعاون بين البلدين وتطويرها ,من خلال الاتفاق على مسار لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين,وفتح أسواق جدية لمصر وبخاصة فى المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية والتصنيع المشترك,حيث تعد بيلاروسيا سوق سياحى واعد حيث زار مصر خلال العامين الماضيين ما يقرب من ثلاثة ألاف سائح , كما أن مجالات التعاون تعلقت بمجال الطاقة الشمسية والكهربائية , وصناعة المعدات والألات والنقل والمواصلات فى إطار حرص مصر على إتخاذ خطوات كبيرة فى مجال تطوير قطاع النقل والمواصلات وبخاصة ما يتعلق بتصنيع المعدات وغيرها.
كما تهتم مصر بتطوير العلاقات وبخاصة فى مجال نقل التكنولوجيا وتوطينها إن دولة بيلا روسيا تمتلك الكثير من الخبرات فى هذا المجال,والذى يتفق مع خطة الدولة المصرية للاستفادة من التطور التكنولجى المتسارع فى جميع القطاعات ومنها التصنيع,وايضاً الاستفادة منها فى تنفيذ خطة الدولة فى تطوير الخدمات الحكومية الالكترونية التى ترتبط بمصالح مواطنيها.
إن الدولة المصرية تسير بخطى ثابتة وقوية نحو التطوير والاصلاح الاقتصادى,وبناء إقتصاد قومى قوى قائم على المنافسة من خلال تطبيق معايير الجودة العالمية,ومن ثم فإن تدعيم العلاقات وتطويرها مع دول العالم من شأنه تعزيز خطط الدولة التنموية , وتخدم فى نفس الوقت مصالح مصر على المستوى الدولى والاقليمى,وهو الأمر الذى يزيد من وزنها وثقلها السياسي باعتبارها دولة محوية هامة فى المنطقة والعالم.