فى الوقت الذي تواجه فيه الدولة المصرية حرباً ضروس ضد التنظيمات الإرهابية سواء المرتبطة تنظيميا بجماعة الإخوان المحظورة,أو المرتبطة بجماعات أخري مثل القاعدة وداعش وغيرها ,توافرت معلومات لدى جهاز الأمن الوطنى منذ قرابة الثلاثة أشهرعن تكوين خلية إرهابية تابعة للجماعة المحظورة عرفت باسم خلية الأمل ,وتنسيق عناصرها مع بعض العناصر الإخوانية وغير الإخوانية فى الخارج وتلقي التمويل من أجل إعداد مخطط إرهابي يستهدف مؤسسات الدولة فى ذكري ثورة 30 يونيو ,وضرب الاقتصاد القومي المصري .
وتكشف أبعاد هذه الضربة الاستباقية عدة أمور هامة , لعل فى مقدمتها يقظة أجهزة الأمن والمعلومات المصرية ,واهتمامها بتحليل كافة المعلومات الواردة فيما يتعلق بأمن مصر وشعبها ,والحفاظ على مقدراتها ولا سيما الاقتصادية التى تتقدم فيها الدولة بخطى كبيرة, من خلال المشروعات القومية العملاقة سواء التى تتعلق بتطوير البنية التحتية للطرق والمواصلات والخدمات من أجل دفع عملية الاستثمار,أو المشورعات التى تتعلق بتحديث بنية الصناعة المصرية ,ودخول مشروعات صناعية كبرى,والأمر الثاني فيشير الى إستمرار الدعم والتمويل للارهاب والجماعات الارهابية فى مصر من أجل النيل منها وتركيعها أمام الاجندات والمخططات التى تحاق بالمنطقة وهو الأمر الذى يعد من المستحيلات حيث أن مصر قيادة وشعبا ً عصية على أى ضغوط مهما كانت ,فمازالت هناك أطراف أقليمية وجماعات محظورة تقدم الدعم والتمويل للارهاب فى مصر,وإن كان هذا المؤشر يعد مقياساً ايجابياً لمدى تقدم الدولة المصرية ,والهدف هو وقف مسيرة النمو والازدهار, كما انها كانت تستهدف زعزعة الاستقرار وضرب ثقة الشعب فى القيادة المصرية وفى مصداقية ثورة يونيو المجيدة التي أطاحت بحكم الجماعة المحظورة,كما انها كانت تستهدف التوقيت, حيث تستضيف مصر كأس الأمم الافريقية 2019 ,وتشغل محط أهتمام إقليمي وعالمي.
والأمر الثالث يتعلق بمسيرة التطور فى تكنولوجيا الاتصال والمعلومات والتى تعد سلاحا ذا حدين, حيث يمكن أن يستفاد منها بالشكل الإيجابي فى حين تمثل الاستخدامات الغير مشروعة للجماعات الارهابية احد مظاهرها السلبية, فالمضبوطات التى يتم مصادرتها فى معظم قضايا الارهاب فى الآونة الأخيرة تتعلق معظمها بالاجهزة الالكترونية المستخدمة سواء فى الاتصال أو التجنيد أو تلقى التعليمات أو التمويل أو الاعداد للعمليات,سواء كانت أجهزة كمبيوتر محمول (لاب توب), أو أجهزة تليفونات محمولة .
وأخيراً تعد هذه الضربة الأمنية الاستباقية رسالة الي العالم والى ضيوف مصر من دول أفريقيا الشقيقة ,أن مصر بلد الأمن والامان بقيادتها وشعبها وأجهزتها, وإن دلت على شىء فإنما تدل إيضاً على تطوير إستراتيجيات التعامل مع الجماعات والمخططات الإرهابية ,بإتباع إستراتيجيات وقائية تستهدف وئد الخطر قبل قيامة,فعاشت مصر وعاش رجالها الشرفاء.