إن الحضارة المصرية عبر العصور مهد للكثير من الممالك التي قامت على أراضيها وقد عرفت مصر عبر العصور بمجموعة من المسميات وتنقسم إلى ثلاث مسميات :
لم تكن القاهرة هي العاصمة الوحيدة لمصر علي مر العصور فقد سبقها العديد من العواصم والمدن لا يقل أهمية عن القاهرة والان سنتناول باقي الحديث عن عواصم مصر ونكمل ما بدأناه .
عواصم مصر علي مدار التاريخ الجزء الاول
المسمي الأول : هو الذي أطلقه المصري القديم وأطلق عليها اسم « كيمت »
بمعني ( الأرض السوداء ) أو { الأرض الخصبة } .
المسمي الثاني : وهذا في الدولة الحديثة أطلق عليها اسم [ حت – كا – بتاح ] وهو في الأصل اسم لأحد أشهر معابد الإله بتاح في منف ويعني ( مقر قرين الإله بتاح ) .
في القرن التاسع قبل الميلاد في إحدى ملحمتي الشاعر هوميروس _ الاوديسا _ ظهر اسم إيچوبتس مشيراً لمصر وأن هذا الاسم مشتق من الاسم المصري [ حت – كا – بتاح ] وكان اليونانيين يجيدون صعوبة في نطق حرف الحاء في بداية ونهاية الكلمة فأستبدلوا حرف الكاف بحرف الجيم فأصبح الاسم ايچوبت ثم أضاف الي نهاية الكلمة حرف السين لكي تصبح إيچوبتس وقد اشتقت اللغات الأوربية كلمة Egypt من كلمة إيچوبتس .
المسمي الثالث : وهو اسم مصر الذي ورد في القرآن الكريم والتوراة وأن كلمة مصر في اللغة العربية تعني قطر أو تجمع علي الأمصار منذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد وذكر اسم مصر في اللغات الآشورية والبابلية والعبرية وكانت على النحو الآتي : [ مشر ، مصر ، مصور ، مصرو ، مصرايم ] .
مدينة هليوبوليس المصرية – اقدم عواصم العالم
تعد مدينة “نخن” القديمة من أقدم المراكز الحضارية،و عاصمة جنوب مصر التي نشأت على ضفاف النيل في عصر ما قبل الأسرات (5300 إلى 3100 ق.م)،تعد هليوبوليس أقدم عاصمة فى التاريخ، و يرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 4242 ق.م.
تأسست مدينة هليوبوليس لتصبح عاصمة مصر بعد التوحيد الأول لمملكتى الشمال والجنوب.
كما تعددت الممالك التي قامت علي أرض مصر بعد الوحدة تعددت أيضاً عواصمها واختلف أماكنها وكانت أول عاصمة لمصر هي :
1/ العاصمة الأولي : الطينية ( 2950 ق.م / 2895 ق.م ) اسمها المصري ( tnou ) وبالرماني ( tinis ) وبالعربي الطينية وتقع حالياً في سوهاج وكانت مسقط رأس الملك مينا بعد توحيده للوجه القبلي والبحري معاً .
2/ العاصمة الثانية : منف ( 2895 ق.م / 2360 ق.م ) من الأسرة الأولي حتي الأسرة الثامنة ذكرت في التوراة بإسم نوف وتقع حالياً في البدرشين وتعتبر من أقدم العواصم المصرية التي اتخذها الملك مينا بعد توحيده للقطرين لينقل العاصمة من مسقط رأسه لمنف .
3/ العاصمة الثالث : إهناسيا ( 2360 ق.م /2160 ق.م) من الأسرة التاسعة حتي الأسرة العاشرة إسمها المصري ( نن نو ) واسمهم بالإغريقي ( هرقليوبوليس) والعربي ( إهناسيا) تقع حالياً في بني سويف انتقلت إليها العاصمة بعد الثورة الجامحة التي قامت ضد الطبقات الأرستقراطية التي كان بيدها زمام الأمور وكان الوجه البحري أكثر الأماكن إشتعالاً فأنتقلت العاصمة للجنوب لمدينة نن نو التي تعني مقر الطفل الطفل الملكي وكانت مقر عبادة الآله ( حري شاف ) الذي ربط بعد ذلك بينه وبين إلههم هرقل لذلك سميت المدينة بأسم هرقليوبوليس .
4/ العاصمة الرابعة : طيبة ( 2160 ق.م / 1715 ق.م ) من الأسرة الحادي عشر الي الأسرة الثالتة عشر تقع حالياً في الاقصر اسمها المصري ( تا ايت ) تعني المكان المقدس وفي اليونانية ( تيباي) وهذا الاسم الذي اشتقت منه كلمة طيبة وذكرت طيبة في التوراة بأسم توت امون وتعني مدينة آمون وقد ذاع صيتها صاحبة المائة باب من الذهب .
5/ العاصمة الخامسه : خاسوت ( 1715 ق.م /1660ق.م) من الأسرة الرابعة عشر وتقع حالياً في جنوب كفر الشيخ اسمها المصري خاسو وبالروماني ( اكسوريس ) والمسيحي سخاوي وفي اللغه العربيه سخا وهو اسمها حتي الآن .
6/ العاصمة السادسة : اواريس ( 1660 ق.م / 1580 ق.م ) الأسرة السادسة عشر تقع حالياً في شمال سينا عرفت في النصوص المصرية بإسم ( بر إمن ) ويعني بيت الآله آمون وهذا الإسم تخول للغة العربية الي فرما وعرفت أيضاً بإسم اوارت الذي اشتقت منه اسم اواريس وذكرت في النصوص اليونانية بإسم بلوزيوم ومنه اشتق الاسم العربي بليوز وقد عرفت في العصر المسيحي بإسم برامون وقد أصبحت عاصمة لمصر في عهد الهكسوس .
7/ العاصمة السابعة ( طيبة ) : من ( 1580 ق.م. – 1353 ق.م ) ” الأسرة السابعة عشر” بعد طرد الهكسوس من مصر عاد الإستقرار البلاد و عاد الملك إلى ” طيبة ” مرة ثانية وظلت * طبية ” عاصمة لمصر خلال فترات حكم الأسره (17، 18، 19، 20) إلا في خلال فترات قصيرة انتقلت العاصمة إلى مدينة أخيتاتون التي أسسها الملك إخناتون.
8/ العاصمة الثامنة : ( تل بنى عمران ) ( تل العمارنة) من ( 1353 ق.م. – 1332 ق.م ) ” الأسرة الثامنة عشر” الموقع الحالي تل بنی عمران – مركز دير مواس – محافظة المنيا) ، الاسم المصري القديم ” أخيتاتون ” و هي القرية التي انشأها الملك (أمتحتوب الرابع) المسمي (إخناتون) تكريماً للإله (اتون) (قرص الشمس) الذي عبدة إخناتون ، ولكن كهنه الاله أمون قاموا بمحاربتة
والقضاء على حركتة وعادت العاصمة إلى ” طيبة ” .
9/ العاصمة التاسعة : ( طيبة ) من [ 1332 ق.م – 1090 ق.م ] ” الأسرة الثامنة عشر – الأسرة العشرين” خلال هذه الحقب اشتهرت مدينة ” طيبة ” وذاع صيتها في العالم كله وكانت هذة الفترة أزهى عصور هذه المدينة العريقة إلا أن امتدت إليها يد اللصوص و طالها توحش الإنسانية و تم نهبها عام ( 668ق.م) بواسطه جنود اشور حيث هدمت وفي عام ( 525 ق.م) احتلها قمبيز و أرسل ما فيها دهب و عاج و أحجار كريمة إلى بلاد العجم وتعرضت أيضا للنهب والسلب في العصر الروماني قال “هيرودوت المدينة اشتهرت بملوكها الذين رفعتهم حكمتهم إلى مرتبة الآلهه و بقوانينها التي كانت تطاع وبعلومها المنقوشة نقشاً بديعاً على الحجر و قد هجرت هذه العاصمة و قضى عليها توحش الإنسانية وردتها إلى الصحراء أيدى اللصوص فلم تعد إلا خراب هائلاً هذا هو ما صارت إلية أفخر مدن مصر القديمة .
10/ العاصمة العاشرة : صان الحجر من ( 1090 ق.م – 945 ق.م ) ” الأسرة الحادية و العشرون” تقع حالياً في (صان الحجر – مركز الحسينية – محافظة الشرقية) عرفت في النصوص المصرية باسم ” جعن ” و أيضا “سبات – محت” ای : “المدينة الكبيرة الواقعة في نهاية السير إلى الشرق” و كان عرض ملوك هذه الأسرة من الإقامة بها جعلها العاصمة هو السيطرة على سياسة البحر الأبيض المتوسط عرفت في العصر الروماني باسم ” تانيس” و ذكرت في التوراة باسم (صو عن) و اسمها في العربية ” صان” و أضيف إليها “الحجر” إشارة إلى الكم الهائل من الأحجار المتبقية من أثار المدينة المصرية .
11/ العاصمة الحادية عشر : شوبك بسطة من ( 945 ق.م – 730 ق.م ) الأسرة الثانية و العشرون – الأسرة الثالثة والعشرون” :- موقعها الحالي (مدينة الزفاريق محافظة الشرقية) . اسمها المصري القديم (باست) و أيضا (بر – باستت) والتي تعنى سكن الإله باست ” وهو معبود البلد وكان يرمز له بالقطة ذكرت في التوراة باسم ” فيبستة ” اسمها المسيحي” بوباستت ” و اسمها الروماني “بوباسطس” و أصبحت في العربية ” بسطة ” وكمعظم المناطق الأثرية التي تحولت بمرور الزمن إلى تلال فسبقت كلمة ” بسطة ” بكلمة ” تل”
12/ العاصمة الثانية عشر : صا الحجر من ( 730 ق.م. – 716 ق.م ) ” الأسرة الرابعة والعشرون ” :- موقعها الحالي (صا الحجر – مركز بسيون – محافظة الغربية) . اسمها المصري القديم (حت – نيت) أي ” قصر الاله نيت ” و أيضا (ساو) و اسمها الروماني ” سایس” و اسمها القبطي ” صا ” و أصبحت في العربية ” صا ” و أضيف إليها مقطع ” الحجر” للإشارة إلى الكم الهائل من الاحجار المتبقية من أثار المدينة .
13/ العاصمة الثالثة عشر : نباتا النوبية من ( 716 ق.م. – 663 ق.م ) ” الأسرة الخامسة والعشرون ” في هذا العصر ضعف الحكام و مرت البلاد بعصور ضعف واستولى على الحكم أسرة حبشية و نقلوا العاصمة إلى مدينة ” ناباتا النوبية ” و التي تقع حاليا في ( سفح جبل بركة في السودان ) وقد هدمت هذه المدينة عام 24 ق.م.
14/ العاصمة الرابعة عشر : صا الحجر من ( 663 ق.م. – 525 ق.م ) ” الأسرة السادسة والعشرون نقلت العاصمة إلى مدينه ” ساو ” مرة أخرى اشتهرت فيها هذه العاصمة بمدرستها التي كلات تغذى مصر بالأطباء و العرافين كما اشتهرت بمصنعها الهائلة لنسج الكتان وأيضا أصبحت ” ساو ” لمرة أخرى و الاخيرة عاصمة لمصر في فترة حكم ” الأسرة الثامنة والعشرون ” في الفترة من [ 404 ق.م. – 398 ق.م ] .
15/ العاصمة الخامسة عشر : منديس ( 398 ق.م. – 379 ق.م ) ” الأسرة التاسعة والعشرون ” موقعها الحالي (قرية تمي الامديد – مركز تمي الأمديد – محافظة الدقهلية) يتكون اسمها الحالي من اسمی مدينتين قديمتين كانتا منفصلتين و هما أطلال مدينة ” تيموس” المصرية وهي ” تمي” و تعرف الآن باسم ” تل عبد الله بن سلام” و أطلال مدينة ” منديس” وهي ” الإمديد ” وتعرف حاليا باسم ” الربع ” .
16/ العاصمة السادسة عشر : سمنود ( 379 ق.م. – 341 ق.م ) ” الأسرة الثلاثون ” موقعها الحالي (مدينة سمنود – محافظة الغربية) اسمها المصري القديم (ثب – نتر) وهو اسم مكون من مقطعين ” ثب” تعني “الأرض” و ” نتر” و تعلی ” المقدسة ” أي : ” الأرض المقدسة * ، اسمها الروماني ” سبينتوس” ، واسمها القبطي ” سمنوت ” ثم في العربية ” سمنود ” .
ظلت سمنود عاصمة طوال فترة حكم الأسرة الثلاثون ثم عاد الفرس لمرة ثانية وحكموا مصر لمدة 9 سنوات.
17/ العاصمة السابعة عشر : مدينة الإسكندرية ( 332 ق.م -641م ) – في عام 332 ق.م أحتل الإسكندر المقدوني البلاد المصرية وأسس مدينه الاسكندرية ” وجعلها عاصمة البلاد و ظلت من سنة 332 ق.م إلى سنة 641 م عاصمة للقطر المصري في المدة التي كانت مصر تحت الحكم البطلمي و الروماني وفي عام 641 م فتح عمرو بن العاص مصر و نقل العاصمة إلى مدينة “الفسطاط” .
18/ العاصمة الثامنة عشر : الفسطاط ( 641 م – 750 م ) ( 20ه – 132ه ) في الوقت الذي دخل فيه العرب مصر بقيادة “عمرو بن العاص” عام 640 م اختار الموقع الاستراتيجي والحضاري القائم عند تفرع النيل إلى دلتاه حيث أسس ” العاصمة الإسلامية العربية الأولى” الفسطاط في المكان الفسيح الذي يقع إلى الشمال من حصن بابليون وهو موقع له أهميته من الناحية الحربية والعمرانية وأقام ” عمرو بن العاص” في وسط مدينة الفسطاط مسجده العتيق وهو يعد أول مسجد يؤسس ليس في مصر فقط بل في أفريقيا كلها وظلت الفسطاط عاصمة البلاد لأول مرة من سنة الفتح الي سنة 132 هجري لمدة 112 سنة هجرية حتى زالت دولة بني امية .
19/ العاصمة التاسعة عشر : العسكر ( 750م – 868م ) [ 132 هـ – 283ه ] عاصمة مصر في الدولة العباسية أسس العباسيون مركزا آخر لدولتهم يقع في الشمال الشرقي من الفسطاط وسميت ” العسكر” في عام 751 م وبمرور الأيام اتصلت العسكر بالفسطاط وأصبحت مدينة كبيرة.
20/ العاصمة العشرين : القطائع ( 868 م – 905 م ) عاصمة مصر في الدولة الطولونية ” أسس ” أحمد بن طولون” في عصر الطولونيين مدينة ” القطائع” في الجانب الشمالي من ” العسكر” وأقام في وسطها مسجداً جامعاً يعد من أكبر
مساجد العالم الإسلامي وأروعها وقد كانت مدينة القطائع مقسمة إلى خطط أو قطائع تضم كل قطعة منها جماعة من السكان تربط بينهم رابطة الجنس والعمل .
21/ العاصمة واحده وعشرون : الفسطاط ( 905 م – 969 م ) :- عادت العاصمة لمدينة ” الفسطاط ” مرة أخرى وظلت كذلك حتى خضعت مصر للحكم الفاطمي .
22/ العاصمة الثانية وعشرون : القاهرة من ( 969 م – حتى الآن ) أسسها القائد (جوهر الصقلي) عام 969 م / 358 هـ ” بأمر من الخليفة (المعز لدين الله الفاطمي) وبني حولها سوراً على شكل مربع طول كل ضلع من أضلاعه 1200 ياردة بمساحة 340 فداناً وبني في وسط هذه المساحة قصراً كبيراً بلغت مساحته 70 فداناً وقد اتسعت هذه المدينة شيئاً فشيئاً ونمت نمواً ملحوظاً وتبوات مكانتها المرموقة في ظل الخلفاء الفاطميون واتصلت مبانيها بمباني المدن الإسلامية الثلات السابقة (الفسطاط – العسكر – القطائع) وصارت تؤلف معاً أكبر المدن الإسلامية في العصور الوسطي وأصبحت القاهرة من أهم مراكز الإشعاع الثقافي في ذلك الوقت وتم إنشاء ” دار الحكمة ” ودار للكتب في قصر الخلافة تعد من أضخم ما عرف في العصر الوسيط واقام الفاطميون أيضاً الجامع الأزهر وهو أول عمل فني معماري لا يزال قائماً حتى اليوم وأصبح ذا شهرة عالمية ويحتل مركزا مرموقاً في العالم الإسلامي و سرعان ما تزعمت القاهرة قيادة العالم الإسلامي في عصر صلاح الدين الأيوبي فقد كانت الدرع الواقية للعرب والإسلام اذ وقع عليها العبء الأكبر في اخراج الصليبيين من المشرق العربي وقد أحاط صلاح الدين عواصم مصر الإسلامية الأربع السابقة وقلعة الجبل التي بناها لحماية القاهرة بسور واحد يمتد من قاهرة الفاطميين شمالاً إلى منطقة اثر النبي جنوب مدينة الفسطاط ولا تزال أجزاء كثيرة منه باقية حتى اليوم وقد اتخذت القلعة منذ عهد صلاح الدين دارا للملك حتى عصر الخديوي إسماعيل حين نقل مقر الحكم إلى قصر عابدين.
بهرت القاهرة الأتراك العثمانيين عندما دخلوها عام ” 1517م ” بسبب ما كانت عليه من عمران متسع ومنشآت معمارية كثيرة العدد فخمة البناء موزعة في أحيانها الكثيرة التي نمت وازدحمت في عصورها التاريخية المتعاقبة.
انتقلت القاهرة من حياة العصور الوسطي إلى الاتصال بالحضارة الأوروبية من خلال الحملة الفرنسية على مصر عام 1798م ثم في إطار بناء دولة عصرية حديثة في مصر بدءا من عام 1805م وقد شهدت القاهرة في هذه الفترة مرحلة جديدة في عمارتها وأعيد تخطيطها من جديد لتتمشي مع الحياة الحديثة إن لمدينة ” القاهرة ” سحرها وجلالها الذي يشيع في الإنسان إحساساً عميقاً يتواصل مسيرة الإنسان وفخره بهذا التراث العريق الشاهد على حضارات عدة. إن كل مكان فيها يحمل أثرا لواحد من عصور التاريخ حتى تكاد تكون المدينة الوحيدة في العالم التي توجد بها أثار لأربع حضارات هي : { المصريه القديمه والرومانية والقبطية والإسلامية } وهي تحتويهم جميعاً في بوتقة واحدة فريدة في تعددها ووحدتها في نفس الوقت .