لفت انتباهي أثناء حضوري الندوة التثقيفية أمس، التي أعدتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية، إصرار الرئيس عبدالفتاح السيسي علي استقبال أبطال حرب أكتوبر المكرمين واحدا تلو الآخر، حيث كان يترك مكانه ويتقدم ليستقبل البطل ويصطحبه إلي مكان التكريم ثم يعاود اصطحابه مرة أخري بعد تكريمه حتي المغادرة.
اعتقدت في البداية أنه ربما يكون لعامل الصحة دور في هذا الأمر خاصة أن معظمهم – متعهم الله بالصحة والعافية – من كبار السن وصحتهم ليست في أحسن أحوالها، إلا أن ذلك الانطباع تغير حينما صعد البعض منهم ممن لا يحتاجون إلي المساعدة أثناء حركتهم ذهابا وعودة.
لم يفرق الرئيس عبدالفتاح السيسي في هذا التقليد الرائع بين القادة المكرمين من الضباط، وبين المتطوعين، أو حتي من المجندين العاديين وامتد كذلك إلي المدنيين المشاركين في التغطية العسكرية من الزملاء الصحفيين، حيث تم تكريم الزميل الأستاذ عبده مباشر الكاتب الصحفي الكبير بالأهرام، والذي كان له كلمة مؤثرة من واقع خبرته العملية في ميدان القتال.
ما حدث بالأمس لفتة إنسانية راقية من الرئيس عبدالفتاح السيسي ممثلا عن الشعب المصري كله لتكريم أبطال نصر أكتوبر العظيم تأكيدا علي التفاف الشعب وتقديره وامتنانه لكل من شارك في هذه الحرب المجيدة التي أضاءت التاريخ العربي، وسجلت صفحة ناصعة البياض في صفحات الجيش المصري العظيم.
ما يحدث في المنطقة من عدوان إسرائيلي غاشم علي الأراضي الفلسطينية واللبنانية، والحروب المشتعلة في العالم خاصة الحرب الروسية – الأوكرانية تؤكد جميعها أهمية التلاحم بين الشعب والجيش، وأنه لا سلام، ولا أمن، ولا استقرار دون جيش وطني قوي يحمي مقدرات الشعب المصري، ويمثل حائط صد قويا ضد الأطماع والعدوان.