من أكثر الأسئلة التى أواجهها فى المؤتمرات و اللقاءات من المثقفين، والمفكرين، والكتاب، وطلبة الجامعات، وخريجى كليات الإعلام سؤال يتردد كثيراً حول الصحافة ومستقبلها وتحدياتها ومشكلاتها؟!
بشكل علمى دقيق وبعيدا عن الانحيازات المهنية والفئوية فإن الأمر المؤكد أن الصحافة مهنة لها مستقبل حتى وإن كانت تتعرض للعديد من المشكلات والتحديات المحلية والعالمية.
حينما أتحدث عن الصحافة فالمقصود هو الصحافة بمفهومها الشامل والمتكامل (مطبوعة، وإلكترونية، وإذاعية، وتليفزيونية) فكل هذه صحافة وإن تعددت أشكالها ووسائطها ولا بديل عنها على الإطلاق حتى الآن ومستقبلاً.
تعرضت لهذا السؤال مجددا خلال مشاركتى فى المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين، وشرحت إجابتى بالتفصيل متسائلاً: من يستطيع تغطية أحداث هامة أو خطيرة، مثل الحروب والنزاعات المشتعلة الآن فى أوكرانيا، وغزة، والسودان، وغيرها سوى الصحافة بمفهومها الشامل والمتكامل.
هل يستطيع أحد من المؤثرين فى وسائل التواصل الاجتماعى أن يقوم بتلك المهمة؟ وهل يستطيع قائدو سوشيال ميديا وهم قابعون فى غرف نومهم سد تلك الاحتياجات؟!
إذا قام أحد من المؤثرين فى وسائل التواصل أو رواد السوشيال ميديا بعمل جاد فى نقل الأحداث الهامة، أو المباريات، أو غيرها فإنه فى تلك الحالة يقوم بعمل صحفى وهو ما نسميه بصحافة المواطن.
الصحافة مهنة لابديل عنها، ومهنة لها مستقبل، ومن المهم الحفاظ عليها، وتذليل الصعاب التى تواجهها لتمكينها من أداء دورها التنويرى، والتوعوى، ونقل الحقائق بموضوعية ونزاهة بعيداً عن الأهواء الشخصية، والمصالح الذاتية من أجل مواجهة الآله الإعلاميه الغربية والصهيونية المسيطرة على عقول العالم.
فى غزة سقط الزميل الشهيد أحمد اللوح مصور قناة الجزيرة وهو يؤدى عمله فى تغطية جرائم الحرب فى غزة الأسبوع الماضى بعد استهدافه أكثر من مرة من قوات الجيش النازى الإسرائيلى حتى لقى حتفه فى عملية «مدبرة» إسرائيلية.
الزميل الشهيد أحمد اللوح مصور قناة الجزيرة هو زميل صحفى بمفهوم الصحافة الشامل، وهو الزميل رقم 196 من الزملاء الذين استشهدوا فى الحرب المجنونة على غزة.
الصحافة سوف تبقى رسالة تحمل كل معانى الفداء والتضحية من أجل تنمية وعى المواطن، ومواجهة المؤامرات الخارجية والداخلية.