الفارس الذي يأتي على حصان أبيض لم يعد فارس أحلام فتيات اليوم، ربما لأن عصر الأحصنة ولى، وغدا حصان الأمس واحداً من الأدوات الترفيهية المنتشرة في مدينة الألعاب!
وبغض النظر عن فتى أحلام فتاة الأمس، فإن الواقع الحالي فرض كثيراً من الرؤى المختلفة لدى الفتاة، وعند الحديث عن مثل هذه القضايا تطفو على السطح قضية تفضيل المرأة للرجل الغني، وهذا الكلام لا ينئ عن الصحة،
فإن نسبة كبيرة من الفتيات ترغب الارتباط بالرجل الغني، لأنها تأمل أن تجد الراحة في ذلك، حيث أن بإمكانه أن يوفر لها كل أسباب الحياة الرغيدة، وقد تصطدم المرأة باختيارها، وتكتشف بأن المال ليس بالضرورة أن يكون مقياساً لاختيار الزوج المناسب، أو مصدراً للسعادة خاصة مع غياب أمور أخرى مهمة تنشدها الزوجة وتتمنى أن تكون في زوجها.
فما هي الصفات التي تفضلها المرأة في الرجل الذي تريد أن تختاره شريك لحياتها؟
– الرجل المؤمن التقي الخلوق: الذي يتعامل مع المرأة وفق هدي القرآن الكريم وسيرة وخُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، يطبق في تعامله مع المرأة ما جاء في الإسلام الذي حفظ لها كرامتها وحقوقها وأوصى بالرفق بها.
ولا زالت الأمهات تكرر هذا المثل ناصحات بناتهن المقدمات على الزواج “تزوجي بالذي يخاف من الله، فإن من يخاف الله لا تخافي منه”.
صاحب الدين والخلق يتحلى بجميع الصفات التي جئنا على ذكرها في هذا المقال والتي قد نكون غفلنا عنها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك: إذا جاءكم من ترضون خُلقه ودينه فزوجوه.
– تريده كريماً: الرجل الكريم مطلب لا يمكن أن تتخلى عنه المرأة أو تساوم عليه، وقديماً قالوا “الكرم يغطي مائة عيب وعيب”.
وتعد المرأة المرتبطة برجل عرف عنه الكرم محظوظة جداً، وكلمة كريم تسمعها المرأة عن خاطب تسأل عنه تؤثر وبقوة في مدى موافقتها على الارتباط به.
وصفة الكرم تتعدى المال، فالكريم كريم بعواطفه وأخلاقه ونبله وليس فقط في ماله. وهي من الصفات المقترنة جداً بالرجولة.
– تريده أن يعرف احتياجاتها العاطفية: تضيق المرأة ذرعاً بالرجل الصامت، إذ تفتقد كثير من النساء الرجل الذي يعبر عن مشاعره، الذي يبدي إعجابه بزوجته، يطرب مسمعها بكلمات الإطراء والغزل ويملأ حياتها الزوجية بمفردات الحب والهيام.
إن أكثر ما تتوق إليه المرأة وتبحث عنه في زوجها أن يعبر لها عن حبه واهتمامه بها، وأن يبدي إعجابه بكل ما تفعله، وأن يتغزل بها وبأنوثتها، فكم من المحبط أن تقف المرأة أمام المرآة تتجمل وتتزين لزوجها، فلا تجد منه أي تعبير يدل على أنه حتى انتبه إلى التغيرات التي تعبت في عملها وأخذت من وقتها الكثير لتحظى على إعجابه.
– تريده أن يحترمها: تحب المرأة الرجل الذي يحترمها؛ يحترمها أمام أهله وأهلها، يحترمها في البيت أمام أبنائهما، يحترم آراءها، أفكارها، لا يسخر من طموحاتها أو حماستها، يتعامل معها كإنسانة لها فكر ورؤى وليست كسجد فقط، يتحدث إليها ويحاورها، يناقشها ويشاورها تأسياً بسيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يشاور زوجاته ويأخذ برأيهن.
– تحبه غضيض البصر: إذ إن أكثر ما يجرح المرأة في كرامتها وكبريائها أن ينظر زوجها إلى امرأة أخرى أو يبدي إعجابه بها، وإن لم تشعره في ذلك.
وتعجب المرأة بالرجل الذي لا يلقي بالاً إلى غيرها من النساء مهما كانت فتنتهن، إذ تشعر بأنه ذو شخصية قوية، وأنه أكبر من أن يفتن بامرأة هي أساساً تسعى لأن تكون محط نظره ونظر أمثاله من الرجال، فإن لم يلقي لها بالاً، كبر في عينها.
– الرجل الذي يكتفي بزوجته عن نساء العالم: قطعاً أن المرأة تفضل الرجل الذي لا يفكر مجرد التفكير بالارتباط بأخرى، ويجد في زوجته ما يكفيه عن نساء العالم، والذي يؤكد لها باستمرار وفي كل مناسبة انه من المستحيل أن يقدم يوماً على الزواج بأخرى أياً كانت الأسباب وأنها المرأة الأولى والأخيرة في حياته. – الرجل المبادر: عادة ما تكون المرأة هي المبادرة في التخطيط لقضاء إجازة الأسبوع أو الإجازة السنوية، أو حتى الخروج إلى عشاء رومانسي هادئ مع الزوج، وتحب المرأة أن تجد في زوجها الحماس ذاته، و أن لا يلبي رغبتها فقط لأنها تريد ذلك، بل أن يكون مبادراً،
كأن يدعوها للخروج سوياً في رحلة ما أو عشاء يجمعهما معاً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الهدايا حيث تهتم المرأة عموماً بشراء هدية لزوجها في كل مناسبة، بينما قد يخذلها نسيان زوجها لمناسباتهما الخاصة، إذ تتمنى المرأة أن يطلب زوجها مثلاً في مناسبة زواجهما منها أن يخرجا سوياً إلى مكان ما، وأن يجلب لها هدية وإن كانت غير ثمينة، والغريب في الأمر أن المرأة وإن عودها زوجها بأن لا يأت لها بهدية إلا أنها تتأمل في كل مناسبة أن يتذكرها ولو بوردة.
-الرجل المسؤول: تتزوج المرأة متمنية أن تلقي بأعبائها على زوج تثق به، تضع رأسها على كتفه مطمئنة بأنه قائد المركب الذي لن يضيع ولن يُضيعها، يقف أمام أي تيار يواجه أسرتهما، ويبحر دوماً منشداً غد أفضل.
– الرجل الطموح الذي يتطلع دوماً إلى تحسين وضعه المادي والتعليمي على أن لا ينسيه طموحه زوجته، فلا يعلو وحيداً ويتركها بعيداً عنه، بل يأخذها معه في علوه. ليتقدما سوياً نحو الأفضل، يدفعهما هدف مشترك يودان الوصول إليه معاً.
– تريده حليماً: إذ تعاني بعض النساء من سرعة غضب أزواجهن، والرجل الحليم يستوعب المرأة ويتفهم طبيعتها، ينقب عن مواطن الدفء والعاطفة داخلها، يتأنى في التعامل مع المشكلات التي تواجهه معها، يأخذ الأمور بروية، ويحسن التصرف أكثر من الرجل العصبي الذي قد يزيد الطين بلة.. وكم من البيوت تهدمت ووصلت إلى طريق مسدود بسبب عصبية الرجل.
– الرجل البيتوتي: تحب المرأة الرجل الذي يفضل الجلوس في البيت مع أسرته على الخروج مع أصدقائه والسهر معهم، والذي يحب إن خرج أن يصطحب أسرته معه.
– الرجل الأنيق: عادة ما يُطلب من المرأة التزين لزوجها، وأن تظهر أمامه في أحسن حلة، وقد يغيب عن ذهن الرجل أن المرأة التي جبلت على حب ذلك أيضاً تحب وترغب أن يبادلها الرجل بذلك، وأن يهتم بمظهره في البيت وخارجه، وأن يكون في نظرها أنيقاً وجذاباً، فالمرأة مرهفة الإحساس والمشاعر، والمظهر يؤثر بها كما يؤثر المضمون.
-الرجل الذي يدخل المطبخ: قد يكون من الغريب أن تدرج هذه الصفة مع الصفات السابقة إلا أن المرأة حقيقة تحب الرجل الذي يدخل المطبخ ويتعامل معه، إذ تعتبر المرأة أن تعامل الرجل مع الطبخ فن وإبداع بخلاف تعامل المرأة الذي يحدد بإطار الواجب والمسؤولية التي تفقده كثيراً من التجديد، مما يجعل المائدة التي يعدها الرجل أكثر فناً وإبداعاً.
كما تعتبر المرأة الرجل الذي يدخل المطبخ دون تحرج، ولا يجد في ذلك ما يعيبه رجل متفتح واثق من نفسه، لا تكبله العادات والتقاليد، يفهم معنى الرجولة الحقيقي، يمد يد العون ويساعد زوجته، متأسياً بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، فعن الأسود قال: سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قال: كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة) رواه مسلم والترمذي.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم” صلى الله على سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم.
من هي المرأة التي يفضلها الرجال؟
المرأة الجميلة. الذكية. المثقفة. الغنية. المتعلمة. أم صغيرة السن؟
إشارة استفهام وتكهنات كثيرة حول هذا السؤال.
لاشك أن لكل رجل مقاييس معينة يتمنى أن يجدها في فتاة أحلامه، وعموماً يرغب الرجل بالارتباط بالمرأة الجميلة، وكثيراً ما يصرح أمام أمه أو أخته بطلبه هذا قبل أن تذهبا لاختيار عروسة له، إلا أن هذا المطلب لم يعد الهدف الأساسي الذي يبحث عنه الرجل في المرأة مؤخراً
وذلك لعدة أسباب منها: أن التجارب أثبتت للرجل أن الجمال يتلاشى شيئاً فشيئاً مع مرور الوقت، كما أنه قد يعتاد هذا الجمال فلا يرى في زوجته ذلك البريق والجاذبية التي كانت تشده إليها، بل قد لا يرى الجمال فيها رغم جمالها الذي يلحظه الآخرون بسبب فظاظة فيها أو طبع لا يستحبه بها.. فيكون جمالها بالنسبة له ليس إلا لوحة باردة صامتة لا تحرك به شيء.
ولعل ظروف الحياة فرضت على الرجل أن يخرج من هذا الموروث الاجتماعي رغم كل ما تبثه كثير من وسائل الإعلام العربية التي تكرس هذا المفهوم في عقلية الرجل.
إذاً ما هي الصفات التي يفضلها الرجل في المرأة التي يريد أن يختارها شريكة حياته؟
لا خلاف في أن الرجل يريد المرأة صاحبة الفضيلة والأخلاق الكريمة التي تحافظ عليه وتحفظه في نفسها وماله وأولاده، إلا أن هناك بعض الصفات التي يجد سعادته معها إن وجدها في زوجة المستقبل.
– يريدها ذكية وصبورة:
في هذا الوقت الصعب ومع متطلبات الحياة الكثيرة أصبح الرجل يفضل المرأة الذكية والصبورة التي تشاركه أفكاره، اهتماماته وتدخل عالمه وتهتم بهواياته وعمله، تستطيع أن تشاركه حياته بكل مسؤولياتها ومتطلباتها وتتحمل معه أعباءها، ويلتقي معها بنقاط مشتركة لتغدو جميع الأشياء مشتركة؛ الأماني والأحلام وحتى الهموم، يجمعهما طموح مشترك نحو هدف مشترك يسعيان إلى تحقيقه.
– تقدر ما يفعله:
المرأة التي يفضلها الرجال تلك التي تقدر ما يبذله زوجها من أجلها وما يقدمه لها، وتشعره زوجها بالامتنان والتقدير، فالرجل يحتاج إلى الحب الذي يحمل معه الثقة به وقبوله كما هو، ويريد منها ذلك الحب الذي يعبر عن تقدير جهوده.
-يريدها مثقفة:
ويحبها أن تكون متعلمة ومثقفة عكس ما هو معتقد عند كثير من النساء بأن الرجل يهرب من الارتباط بالمرأة المتعلمة المثقفة وأن الرجل لا يهمه إلا الأنثى في المرأة، والحقيقة أن الرجل يحب أن يجتمع في زوجته العلم والثقافة والذكاء والوعي
لأن هذه الصفات تريحه في حياته، إذ يجد فيها سنداً له تفهمه وتساعده دون جهد منه، وتكون قادرة على تربية أبنائه بشكل سليم.
لكن الذي يحصل أن بعض النساء عندما تحصل على شهادات عليا تنسى أنوثتها و تتمرد عليها، وتجد أن لها دوراً آخر في الحياة بعيداً عن أنوثتها فتوليه كل الأهمية على حساب زوجها وبيتها وأطفالها مما يولد فجوة كبيرة بينها وبين الرجل فيرفضها هكذا.
– يريدها خفيفة الظل:
يريدها أن تكون خفيفة الظل تمسح عنه الأعباء التي تثقل كاهله وتجلي بروحها الجميلة همه، ففي المرح علاج لكثير من المشاكل الزوجية ومن أهمها الملل، والرجل يعشق المرأة المرحة التي تتمتع بروح الدعابة وخفة الدم، إذ أن أكثر ما يكرهه الرجل أن يدخل حياته الملل أو النكد.
– يريدها قنوعة:
يحب الرجل المرأة القنوعة التي تقنع بالرزق وتسلم لأمر الله سبحانه وتعالى والتي تبين له الرضى لما يقدمه لها ولا تتهمه بالبخل كما هي عادة الكثيرات، وأن تعلم أن زوجها يجمع المال بالجهد والعرق ليوفر لها حياة كريمة فتضع ذلك في اعتبارها، ولا تثقل عليه بطلباتها فإن أثقل كلمة على مسمع الزوج كلمة “هات”.
-يريدها طاهية ماهرة:
يحب الرجل في زوجته أن تحترم مواعيد الطعام الخاصة به وتتفنن في إعداد أجود أنواع الأطعمة ليجد طعاماً طيباً إذا ما عاد إلى بيته بعد يوم شاق من العمل.
وفي وصية إمامة بنت الحارث لابنتها عند الزواج (التفقد لوقت منامه وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة).
-يريدها حلوة اللسان:
يحب الرجل في المرأة أن تكون حلوة اللسان سلسة عذبة في حديثها لطيفة ودودة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “تزوجوا الودود الولود”، فالرجل يطرب لسماع كلمة جميلة ويحب ذلك كثيراً، فإن لم يجد الكلمة الطيبة عند زوجته سيبحث عنها في مكان آخر، كما أن الكلمة الطيبة تشبه قوة خفية دافعة لكلا الزوجين لينعما بحياة هانئة وجميلة.
ورقة عمل لترويض الرجال!
مازالت المرأة وستبقى تبحث وتستقصي عن أفضل السبل والوسائل لكسب قلب زوجها والاحتفاظ به مدى الحياة. ولتحقيق هذه المعادلة التي فيها الكثير من التعقيد والصعوبة، استخدمت طريق عديدة ومتنوعة؛ فمرة تمتطي صهوة الحب، ومرة تبحر نحو شواطئ الفكر، وأحياناً تغوص في أعماق التاريخ باحثة عن حكمة أو موعظة تستطيع تطبيقها في هذا العصر، ومرات ترتدي ثوبها الحربي، وتدخل ساحة المعركة بسلاح “الكيد”
وأياً كانت الوسيلة فالهدف واحد عند المرأة وهو حل هذه المعادلة صعبة والتي تستحق -برأيها- كل هذا العناء.
والمرأة عند الكاتب الدكتور يحيى الأحمدي غاصت في أعماق التاريخ، وبحثت في مجلدات ألف ليلة وليلة وكلها أمل أن تخرج بمجموعة من الإرشادات تستطيع من خلالها أن تحل ولو بشكل جزئي تلك المعادلة التي تشغل بالها،
أن النسوة اجتمعن في مكان ما بعد أن وصل إلى أيديهن المجلد القصصي “ألف ليلة وليلة” ليتدارسن العمل البطولي الفذ الذي قامت به واحدة من بنات جنسهن، الذي استطاعت معه أن تروض مليكها، وأن تكتشف مستعمرة الأطفال داخله، وتخاطبهم بحكاياتها،
– اجعلي عينيك دائماً على الطفل الساكن بداخله، واستقطبيه بكل الطرق التي يستقطب بها الأطفال بدءًا من الحدوته وانتهاء بقطعة الشيكولاتة أو أي شيء له علاقة بمعدته.
– حاذري من أن تكوني كتاباً مفتوحاً أمامه يستطيع أن يتوقع محتوى الصفحات التالية منه، فإن تمكن بعبقريته من معرفة الخطوة التالية سارعي إلى تغيير الأحداث لتخالف توقعاته، وتحفظ لك ولحياتك معه عنصر التشويق.
– عندما تختلفين معه في موضوع ما ويكون متمسكاً ومقتنعاً به، انقلي النقاش إلى ملعب آخر تجيدين المناورة فيه، وذلك باختيار أضعف النقاط في موضوعه واعتبارها نقطة الخلاف الحقيقية!!
– لا تهتزي عندما يهدد ويتوعد، واحتفظي بهدوئك لتعرفي موطئ قدمك التالية، فهدوؤك سيجعله يعتقد أن تهديده غير ذي جدوى لديك فيتراجع عنه، ويبحث عن أسلوب آخر للضغط.
– لا تعيريه بماضيه المتواضع -الوظيفي أو العائلي-ودعي له شرف الاعتراف وسيفعلها بمحض إرادته وساعتها عليك الإشادة بعصاميته المتفردة التي لا يذكرها أحد. ربما لعدم وجودها أصلاً! وتذكري أن المتغابي هو سيد قومه وليس الذكي.
– غيرتك من امرأة أخرى أمامه تفتح عينيه على ما خص من أمرها، فعليك بالتجاهل -بوعي-ثم تقليد مواطن حسنها فيما بعد، فإذا فطن لذلك فإياك والاعتراف، وأنكري أنك لاحظت شيئاً فيها مما يقوله، ومن دون أن تختمي بالعبارة العبيطة” هي مين دي اللي أنا هأغير منها؟
– اختاري الموعد المناسب لمطالبك، ولا تضيعي هباء ما وهبك الله من قدرات الأنثى، وتذكري أن معظم رفض الأزواج لمطالب زوجاتهم لا تكون للموضوع، بقدر ما يكون للتوقيت الذي تناقش فيه هذه المطالب.
– استشيريه في الأمور التي قررت فيها سلفاً أمرك، ولا تنسي ادعاء الجهل والبحث عن المشورة عند أهلها-وهو خير أهلها بالطبع. وسينهي رأيه بالتأكيد إلى ما استقر عليه رأيك دون جهد منك، وهذا الأسلوب هو أحد أسلحة “الكيد السلمي” للنساء.
ولكن الرجل يختلف عن المرأة في الهدف الذي ينشده من وراء “ترويض المرأة”، فإذا كانت المرأة تسعى دوماً وبكل الطرق والأساليب لكسب قلب زوجها والحفاظ على حبه مدى حياتهما، فإن الزوج لا يخطر بباله أن يفكر أساساً بالحفاظ على حبها له،
لأنه يفترض ضمنياً أن زواجه بها كافياً ليشعر أنها أصبحت له مدى الحياة، وأنه بمجرد توقيع هذا العقد فقد ضمنها من دون استخدام وسائل أو أساليب معينة، -فلن يكون هدفه منها الوصول إلى قلب زوجته أو السعي للحفاظ عليه، وإنما هدفه تحقيق حياة هادئة مستقرة خالية من أي نوع من أنواع المشاكل أو النكد الزوجي.
لماذا يفكر رجل الأربعين بالزواج بأخرى؟
لم أراهق، لم أتمتع بشبابي. شغلني العلم ثم العمل. كلمات اعتدنا سماعها من زوج تجاوز سن الأربعين الذي من المفترض أنه سن النضج-تعكس مرآته الشباب في عينيه. يبحث عن التجديد في حياته التي يقول إنها أصيبت بالملل. يتغاضى عن الشيب بأنه دليل على الشيخوخة ويصر بأنه وقار.
في التجاعيد دليل على سنين الخبرة، فيمضي باحثاً عن شابة في سن أولاده يجدد معها شبابه ويثبت للجميع وهذا الدافع الأكبر أنه لازال شاباً يتمتع بالقوة.
وقد تأتي مراهقة الرجل الثانية في الأربعين أو الخمسين أو الستين، إذ ليس لها توقيت محدد…
لماذا يفكر رجل الأربعين بالزواج بأخرى؟
هناك عوامل عدة تساهم في مرور الرجل بمرحلة المراهقة الثانية منها ما يتعلق بالرجل ونفسيته، ومنها ما يتعلق بالمرأة ” الزوجة” شخصيتها، تعاملها مع زوجها، اهتمامها بعش الزوجية، ومنها ما يخلفه المجتمع باختلاف نظرته لكل من الرجل والمرأة وهما في سن الأربعين.
الرجل:
عندما يشعر الرجل أنه اقترب من سن الأربعين يريد أن يثبت لنفسه ولكل من حوله أنه مازال قوياً وجذاباً ومؤثراً، وربما هذا ما يفسر بحثه عن الفتاة صغيرة السن، لا من تساويه عمراً.
ليقول علناً أنظروا ما زلت شاباً ومرغوباً. وفي أحيان أخرى تحدث مراهقة الأب كرد فعل على مراهقة الابن، حين يراه مفعماً بالشباب، فيوقظ فيه شبابا وذكريات، فيتمرد بطريقته الخاصة على شعره الأبيض وشكله الجديد، بكل الطرق من صبغ الشعر إلى ارتداء الملابس الشبابية.
يصاب الرجل بما يسمى بالمراهقة الثانية عندما يشعر بأن الأحلام قد تلاشت والمشاريع التي فكر وأمل بتحقيقها قد انتهت أو لم يعد هناك وقت أو فائدة لتنفيذها وأن الباقي من العمر أقل من الذي راح ..
وإن أكثر الأمور التي تصيب الرجل باليأس والإحباط أن يشعر بأن لا جديد يعمله أو يتعلمه، أو ليس من أحد بحاجة إلى رأيه أو رعايته.
وعموماً يرغب رجل الأربعين أن ينفي تهمة الكبر عنه ويثبت لنفسه أولاً ولكل المحيطين به أنه لازال ينبض بالحيوية والشباب.
المرأة:
معظم النساء يعتبرن أنهن تعدين مرحلة الخصوبة والشباب عندما يكبر أولادهن، مما يغضب أزواجهن الذين يرفضون الاعتراف بمظاهر الشيخوخة، ويرون في زوجاتهم ما يذكرهم بما لا يريدون تذكره، مما يثير المشاكل الزوجية بينهم، حيث تتهم الزوجة زوجها بالتصابي، بينما يراها هو امرأة استسلمت لبوادر الشيخوخة. فيبدأ بالبحث عن أخرى.
أما القاعدة هي أن الزوج في الأغلب الأعم وبعدما يتوارى جمال امرأته وشبابها وتدخل مكرهة نحو سنواتها العجاف يشعر بأن من حقه أن يسعى نحو ما يجدد له بعض شبابه. سواء على المستوى العاطفي أو على المستوى الحسي، فيلجأ إلى أن يتزوج أو يحب أو يميل أو حتى يكبت إذا لم يجد أياً مما سبق متاحاً.
وبالطبع فإن ذبول تلك الفتنة وأفول شمس ذلك الشباب سوف يفرض واقعاً جديداً تفتقد المرأة فيه لأدوات النقاش المقنع. كما أن عدم توفر الزوجة الصديقة التي تشارك الزوج أحلامه وهواياته وتوفر له الأمان والاستقرار والمشاركة الفعلية من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى وقوع الزوج في فخ ‘المراهقة الثانية’. كذلك إصابة بعض الزوجات بالاكتئاب بعد خروج الأولاد من البيت، وانشغالهم كل في حياته الخاصة، تجعل الزوج يلجأ إلى الهروب من البيت والزوجة ليعيش فترة مراهقة أخرى.
المجتمع:
أن التعامل مع سن الأربعين عند المرأة على أنه سن يأس وسن بداية النهاية المريرة، ومع سن الأربعين عند الرجل على أنه سن النضوج وسن نهاية البداية المريرة أيضاً.
ومع شيب المرأة على أنه شيخوخة كبر قبح فوق قبح، ومع شيب الرجل على أنه وقار وهيبة وجمال فوق جمال.
ومع الرجل الذي يود الزواج من امرأة مسنة على أنه مريض نفسياً بداء الحرمان من حنان الأم في الطفولة، ومع الفتاة التي تريد الزواج من رجل مسن بأنها متفتحة محبة لرجولة أبيها تعرف الفارق بين الشباب عديم الخبرة والرجولة الناضجة الحقة!!.
لكل هذه الأسباب وغيرها يعايش الرجل بعد الأربعين وهماً. اسمه عدم كفاية امرأته له ووهماً آخر اسمه “حقه الطبيعي في أن يستمتع بشبابه. ووهماً ثالثاً اسمه “إعجاب صغيرات السن بنضجه”
مشاكل في الحياة الزوجية:
أحياناً تتسبب المشاكل الزوجية ووجود فجوة بين الزوج وزوجته في رغبة الرجل بالارتباط بزوجة أخرى، إذ أنه يرى أنه اضطر ولسنوات طويلة أن يتحمل زوجته من اجل تربية الأولاد، وبطبيعة الحال فإن هذه الفجوة تتسع أكثر فأكثر عقب خروج الأولاد من البيت، ولذلك يبدأ الزوج في البحث عن أسلوب جديد للحياة بعد ذلك.
وأحياناً يكون اقتحام الروتين والملل للحياة الزوجية خاصة بعد الانتهاء من مشاكل تربية الأولاد وخروجهم من منزل الأسرة سواء بالزواج أو للعمل في الخارج سبباً في تفكير الزوج بنفسه. بحثاً عن التجديد وأملاً في أن يجد ما يشغله.
ماذا تفعل المرأة لئلا يحدث ذلك؟
نصيحة مقدمة من رجل أفشى سر بني جنسه: لا شك أن الوقاية هي أفضل وأسلم الطرق، إذ على الزوجة الاستعداد لتفادي وقوع زوجها في فخ المراهقة الثانية، قبل سنوات طويلة من وقوعها.
وقد يكون هذا الاستعداد منذ السنين الأولى من الزواج، وأهم نقاط هذه الخطة المستقبلية الارتباط بصداقة قوية مع الزوج، وعدم نسيانه أثناء رحلة تربية الأولاد، وأيضا مشاركة الزوج في بعض هواياته حتى لو كانت لا توافق اهتمامات الزوجة.
ويجب أن تتحاور الزوجة مع زوجها في العديد من القضايا الاجتماعية والثقافية بل وحتى السياسية، وان تخصص له ولو ساعة يوميا للاقتراب منه والتقرب إليه حتى لا تحدث الفجوة بينهما وتتسع دون أن تدري
يقال بأن الاعتناء بالزوج مثل الاعتناء بالزرع تماما، إذا أهمل جف ومات وإذا اعتنيت به نما وترعرع وطرح. إنها معادلة بسيطة يمكن لكل زوجة إتباعها.
من تلك المرأة التي يمكنها أن تمثل الاستثناء من تلك القاعدة “الخائبة”، ومن هي المرأة التي بمقدورها أن تحتفظ بمشاعر زوجها حيالها دون أن ينال منها التغيير الذي تفرضه –عليها وعليه-عوامل الزمن واليأس إنها ببساطة المرأة المجهولة.
فالرجل تجذبه في شخصية المرأة المناطق المجهولة فيها، ويستفز تعلقه بها كم “اللوغاريتمات” التي عليه أن يحلها فيها. فهو لا يشجيه أن يجدها كتاباً مفتوحاً يمكن أن يقرأه بسهولة. ولا يسعده أن يجدها خارطة سهلة يمكن أن يفك رموز تضاريسها بيسر وسلاسة!
فالغموض في شخصية المرأة، والعطاء المدروس والامتناع المحسوب يجعل المرأة في عيني الرجل لغزاً. يسعى دوماً في صحوة ومنامه إلى حل طلاسمه ليرضي غروره التاريخي والفطري. ونزعته إلى الإحساس بالامتلاك الكامل الذي ينتقص منه أي قدر من الجهل بموضوع الامتلاك.
فلو أن المرأة جعلت من صمتها أحياناً ومن غموضها أحياناً أخرى ومن تجديد “ما سبق له معرفته” أحياناً ثالثة. ومن تقديم المشاعر “المعلومة” بطرق “غير معلومة” أحياناً رابعة. ومن مناورة فضوله بذكاء “واستغباء” أحياناً خامسة.
أقول لو أنها جعلت من كل ذلك أسلوباً لها وطريقة تخاطب فيها غرائزه فطريته لوارته التراب بعد عمل طويل ولسان حاله يقول كما قال قيس بن الملوح من قبله.
مازالت في النفس حاجات إليك كما هي!
إن المرأة التي تعرف كيف تنفخ “قبلة الحياة” من روح حياتها مع رجلها بتحديد مشاعرها ناحيته كلما نالت منها “روتينية” الأمان وبلادة النسيان، وباستدعاء كبريائها تجاهه كلما اطمأن إلى استسلام الأنثى وسكون الحلال، وقدمت نفسها له في ثوب جديد وصورة جديدة كلما أصابه “نفور” اختلاط الطعم السابق باللاحق وزهد امتلاك المتاح.
إن المرأة التي تعرف كيف تفعل كل ذلك سوف تحتفظ بزوجها إلى الأبد ولو طاردته كل نساء العالم.
وإن حدث ذلك كيف تتصرف المرأة؟
إذا ما شعرت بأن زوجك يقوم بتصرفات مراهقة، عليك بإتباع الخطوات التالية:
– لا تضطربي، وحافظي على هدوئك إذ يجب أن تكون ردة فعلك رزينة وحكيمة، ولتعرفي كيف تتعاملين مع الموقف.
-لا تشعريه بأنك تراقبين تصرفاته أو أنك انتبهت إلى التغيير الذي طرأ عليه، ولا تنتقدي تصرفاته لئلا تثيري معه المشاكل قبل أن يتاح لك التصرف لتجاوز الأزمة.
– أبدي إعجابك بمظهره وأناقته وسرورك لاهتمامه بأناقته، واطلبي منه أن يشتري لك ثياباً جديدة وبذات الألوان التي يرتديها لتشكلا معاً ثنائياً منسجماً، مما يشعره بأنك أيضاً مهتمة بنفسك وأنه ليست في واد وهو في واد آخر، وأنك مهتمة مثله بتزين نفسك، فينتبه انه ليس الجذاب الوحيد في البيت.
– لا تعترضي على أي نشاط يريد القيام به معللة بأنه أصبح كبيراً ويجب أن يرتاح، فإن ذلك سيجعله أكثر إصرارا على البحث عن امرأة أخرى ترى فيه القوة والشباب وتشعره بذلك، وأشعريه أنك دائماً معجبة به وبكل ما يقوم.
– حاولي التقرب منه أكثر من السابق، وطهري بيتك من المشاكل، واجعليه يجد في البيت الراحة والسعادة -أشعريه واشعري معه أن هناك الكثير من الأحلام التي لم تتحقق، وأنك معه تأملين بتحقيقها، وأن غداً جميلاً ومشرقاً ينتظركما معاً،
فالهداف المشتركة دوماً سواء كان الزوجان في سن صغيرة أو كبيرة هي من تزيد قرب الزوجين من بعضهما وتجعل الأمل في الغد يتجدد دوماً.
– لا تسخري من مشاعر المراهقة التي يمر فيها، فليس منا من يريد أن يشعر بأن دوره قد انتهى وأنه خلّف الشباب وراءه دون رجعة. إن فهمك لمشاعره سيجعلك تحسنين التصرف معه بدل من السخرية منه أو انتقاد تصرفاته.
– كوني له الصديقة التي تتفهم مشاعره من دون الدخول في التفاصيل المحرجة والزوجة التي تشعره بقوته وجاذبيته وبأنه لازال مرغوباً كالسابق وأكثر.
– اهتمي بنفسك وبمظهرك وعززي ثقتك بنفسك وتمسكي بكبريائك، البسي ومارسي الرياضة، اهتمي بغذائك، تجملي دعيه يرى الشباب معك لا بعيداً عنك، ولا تقولي إني كبرت وراحت علي، فإن شعرت بذلك سيشعر هو به ويبحث عن أخرى.
دكتور القانون العام ومحكم دولي معتمد
وعضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان