سنوات طويلة والأطباء يطالبون بزيادة بدل العدوى ولا حياة لمن تنادى ولكن هناك من يتعرض كل يوم عشرات المرات للعدوى ولم يطالب ببدل عدوى وهو عامل الصرف الصحي وعامل النظافة أنهم يقومون بأصعب الأعمال التى لا يستطيع احد منا القيام بها وهى التخلص من فضلاتنا التى لا نستطيع تحملها ولو ساعة واحدة.
لابد ان تتكون لجنة لتقيم المخاطر التى يتعرض لها عمال النظافة والصرف الصحى وتقرير بدل عدوى وبدل مخاطر مناسب لتلك المهن الشاقة وايضا المتابعة الصحية الدورية لهم ويتم صرف زى خاص واقى من المخاطر وخاصة القفازات.
يحظي عامل النظافة بكل الاحترام والحب لدوره الكبير في نظافة المجتمع، فهم يعملون ليلاً نهاراً فقط من أجل إظهار الوجه الجميل لمدينتنا ويجعل منها مكاناً صالحاً للعيش، ونحن نوجه لهم أرقى عبارات الشكر والتقدير.
احترموا مهنة عامل النظافة وخففوا عنه الجهد في التنظيف على الأقل بإلقاء القمامة في مكانها وليس في الشارع. علموا أولادكم احترام العامل وتقديره وأن يبتعدوا عن الاستهزاء به وأن يتعاملوا معه بذوق وأدب. تخيلوا الحياة دون عمال النظافة ستعرفون قيمتهم.
هم وجوه نراها كل يوم منذ وقت الفجر أول النهار حتى آخر اليوم في الظهر وحر الشمس يلفح الوجوه، فئة بنظر الكثير من الناس أنّها دونية لا ترقى للمستوى، يتقززون منهم وهناك من يحتقرهم ومنهم من لا يتوانى عن توبيخهم، وهناك من ينظر إليهم بعين الرحمة يحترمهم ويشفق عليهم ويقدرهم.
إنّهم عمال النظافة الفئة الأكثر رقياً وأدباً من بعض البشر، فلا تراهم يفتعلون المشاكل في الشارع، ولا يلقون مخلّفاتهم على قارعة الطريق، ولا يرمون بقايا طعامهم بالقمامة، بالمقابل هناك من ينامون ببيوتهم ويتنعمون بقصورهم، ويأكلون ما لذ من خيرات ويشربون ما تحتار النفس باختيار نوعه، لكنهم بالوقت نفسه لا يعرفون للمعاناة طريقاً ولا معنى ولا يعرفون للحياة من قسوة ولا دمعة تذرف من أجل لقمة العيش.
تلك الفئة المتعبة المنهكة في هذه الدنيا التي تفيق قبيل الفجر في ساعات الليل حتى يعملوا على راحتنا، ينظفون لنا الطريق وأمام منازلنا وشوارعنا مقابل جنيهات معدودة لا تُسمن ولا تُغني من جوع.
فئة من البشر قُدِّر لها أن تحيا حياة الشقاء، وليس ذنبهم ما هم عليه من فاقه وفقر وحاجة، فلماذا تلك النظرة القاصرة من البعض تجاههم؟ ألّا يكفيهم ما هم فيه وما هم عليه؟ شهادة حق يجب أن تُقال في حق عمال النظافة؛ لولا أن سخرهم الله تعالى لامتلأت البلاد بالأمراض والأوبئة وهلك الناس واستحالت الحياة فلهم منا عظيم التقدير والامتنان .
سؤال نوجهه لأنفسنا ماذا لو امتنع عمال النظافة عن العمل ثلاثة أيام؟ ماذا سيحدث؟
دعونا نتخيل إن استطعنا أن نتخيل. يا معشر من قدر لكم خدمة الناس فضلكم علينا كبير وأجركم عند الله أكبر، يا من تعملون بصمت ولا يشعر بمعاناتكم أحد أو بمرضكم أحد وإن غبتم لا يتفقدكم أحد، لله دركم؛ فأنتم للغنى معنى وأنتم للكرامة رمز وأنتم العطاء. لقد أصبح لابد من وجود هؤلاء الرائعين المستعدين لجرنا بكلماتهم السهلة العميقة إلى عالم أنظف، لا تلوثه أمراض العصر وكآبة التكنولوجيا وهوس مواقع التواصل، تماماً كما نحتاج عمال نظافة لشوارعنا لتنظيفها وتطهيرها، كذلك نحتاج في حياتنا من يبعث فيها الأمل، من يقول كلمة طيبة في وقت مناسب تكون كفيلة بإزاحة الكم المرعب من القذارة الأخلاقية التي نصادفها كل يوم، وكما نحتاج بشكل ملح لمن يتكرم لتنقية مداخل بيوتنا، نحن أيضاً في حاجة ملحة لمن يتكرم لمنح قلوبنا قليلاً من الإيجابية وتهوية زوايا أرواحنا وتخليصها من بيوت عناكب القلق التي احتلتها في غفلة منا. لا تنسَ وأنت تمر على عامل نظافة شارعك أن تبتسم في وجهه، وتشكره على جميله، وتهديه قنينة ماء باردة تروي ظمأه والذي لولاه لكنت تئن تحت وطأة الروائح الكريهة.
هناك العديد من الناس لا يدركون حجم مخاطر التنظيف والأمراض التي يتعرض لها عامل النظافة من بكتيريا وسموم، وأن جهلنا بهذه المخاطر هو السبب الرئيسي لعدم تفهمنا عملهم، فعمال النظافة مجهولون، يبذلون أعمارهم وأوقاتهم بأجور قليلة، بعيداً عن عدم تعاون المجتمع معهم، والنظرة الفقيرة التي تلحق بهم من قبل الناس، مما جعل مهنة النظافة عملاً يخشاه بعضهم وعملاً يمارسه بعضهم الآخر على استحياء وخيفة من كلام الناس. نوجه أرقى عبارات الشكر والتقدير لعمال النظافة الذين نصادفهم في طريقنا صباحاً ومساءً يعملون بجد وإخلاص في الأحياء والشوارع وبمحيط مؤسستنا. إليهم يرجع الفضل في نظافة بيئتنا وجمالية مدينتنا التي نريدها أن تكون أجمل المدن التي نتباهى بها ونتطلع إلى تحقيق آمالنا، الشكر والتقدير لعمال النظافة الذين هم بحق مهندسو الجمال والرونق الذين يستحقون أكثر من الشكر وأكثر من هذه الكلمة، لهم منا أكبر الباقات وأجمل الورود، ولتلك الأيادي التي تغرس وتكنس وتنظف دوام الصحة والعافية، ولا يفوتنا بهذه المناسبة أن نوجه نداءنا إلى كل الأطفال أولاً وإلى سكان المدينة قاطبة أن يحافظوا على نظافة بيئتنا، ولنرفع جميعاً شعاراً نعتز به دائماً: حضارة الشعوب في جمال بيئتها. عبارات جميلة عن عمال النظافة يعود إلى البيت في الغسق كل مساء منهكاً من فرط الوقوف لساعات تحت أشعة الشمس والتعرض لمضايقات تصل أحياناً لحد السب والشتم، مضايقات تتصدع لها جدران النفس فتهوي في لمح البصر، ومع ذلك لم يأبه يوماً لذلك، كان جفناً يحرس أفراد أسرته.
شهادة يجب أن نسجلها لولا الله ثم هؤلاء عمال النظافة لعمت الديار الوباء والشوارع القاذورات واستحالت الحياة وهلك جميع خلق الله فلهم منا عظيم الشكر والامتنان.
عميد طب المنيا السابق