الخطة العلاجية التي تم استخدامها من قبل أفضل منظومة صحية في العالم لعلاج رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
إعلان إصابة ترامب أحدث ضجة في العالم والسبب ان لديه اكثر من عامل قد يؤثر على خطورة سير المرض مثل عمره اكبر من ٧٤، السمنة، وانه رجل. لكن تاكيد إصابة ترامب كان بفحص دوري وليس بسبب ظهور أعراض، وهذا ما يعطيه افضلية لمواجهة المرض وخصوصا انه يحيط به أفضل اطباء العالم.
١- أول علاج تم استخدامه للرئيس لازال تحت التجارب ومن افضل العلاجات الواعدة حاليا وهو “اجسام المونوكلونال المضادة”. حاليا لا يوجد علاج مؤكد لمرض الكوفيد-١٩ لكن المشهد الذي يوحي إلى احتمالية ظهور علاج “يتزايد”. احد هذه العلاجات هو الأجسام المضادة المونوكلونال وهو اكثر علاج حاليا يتفائل به الباحثين والذي قد يكون بديلا عن اللقاح.
أول علاج بهذه الطريقة تم اعتماده من هيئة الدواء كان في عام ١٩٨٦ وكان يستخدم في زراعة الكلى، هذه الاجسام المضادة تم استخراجها من الفئران في تجربة مثيرة حاز على إثرها كوهلر الالماني وزملائه جائزة نوبل للطب.
التجربة بإختصار: تم حقن فئران بالجراثيم، ومن ثم تم استخلاص الخلايا البائية من الطحال والتي تحتوي على اجسام مضادة، ومن ثم حقنها بخلايا سرطانية في المختبر لتكوين خلية جديدة تدعى (hybridoma) والهدف كان نسخ اجسام مضادة بكمية كبيرة وبسرعة انقسام الخلايا السرطانية.
ما علاقة هذا كله بالكوفيد١٩ ؟
جميعنا الان نعلم ان طريقة دخول الفيروس الى داخل الخلية، هو عن طريق السنابل البروتينية والي تتعرف على المفتاح الجيني على الخليه وبدوره يسمح له بالدخول. الاجسام المضادة تستهدف السنابل البروتينية للفيروس وترتبط به لتمنع دخوله الى داخل الخلية وافضل طريقة حاليا لاستخراج الاجسام المضادة هي”دم المتعافين”. دم المتعافي يوجد به العديد من الاجسام المضادة تتفاوت في القوة، هدف الباحثين هو ايجاد اقوى جسم مضاد بينهم ونسخه مخبريا، ولكي يتم عمل ذلك لابد من إجراء ابحاث مخبرية معقدة. الجميل في الامر ان الباحثين تخطوا هذه المرحلة.
الاجسام المضادة الفعالة من المتوقع منها ان توقف مضاعفات المرض خصوصا لو استخدمت بشكل مبكر. لذلك ظهرت فكرة استخدامه كلقاح مؤقت خاصه للعاملين في المجال الصحي، الكبار في السن واصحاب الامراض المزمنة.
لكن اجسام المضادة المونوكلونال للاسف لا تستبدل “اللقاح” فمعدل فعالية هذه الاجسام قد يصل الى ٣-٤ اشهر بينما الحماية من اللقاح قد تصل الى اكثر من سنة.
لكن في وقت الجائحة الاجسام المضادة لها اليد العليا على اللقاحات بسبب ان التجارب تستغرق وقت اقل بكثير من تجارب اللقاحات، والنتائج السريرية تظهر بسرعة خلال اشهر فقط.
لم يتم اعتماد المونوكلونال كعقار الي اليوم.
هذا الدواء REGN-COV2 يفضل استخدامه في بداية المرض او كوقاية وهو يمنع تضاعف الفيروس في الجسم. العلاج لازال في مرحلة التجارب وتم الاعلان يوم ١٤ سبتمبر دخوله في المرحلة الثالثة والتي تشمل ٢٠٠٠ مريض. ترامب تلقى جرعة ٨ج وهي اعلى جرعة تم استخدامها في التجارب.
٢- الرميدسفير
تم إعطاء الرئيس اول جرعة منه يوم الجمعة الماضي وهو اول علاج مصرح من قبل هيئة الغذاء والدواء لعلاج الكوفيد-١٩ في شهر اغسطس، وهو في الاصل اخترع لعلاج الايبولا. وهو يقلل من مدة البقاء في المستشفى لمدة ٣ ايام فقط. بعد ذلك اتخذت الامور منعطفا آخر، تم إعطاء الرئيس (ديكساميثاسون). ونحن نعلم يقينا انه مفيد لمرضى الكوفيد بسبب وجود تجربة منضبطة معشاة لكن في المراحل المتاخرة من المرض وليس في المراحل المبكرة. بدأ اطباء الرئيس اعطاء الديكسا على الرغم من وجود تجارب لا تنصح باعطاءه مبكرا. فمن المعروف ان هناك مرحلتين في هذا المرض مرحلة تضاعف الفيروس: ويستخدم فيها مضادات الفيروسات ومرحلة رد الفعل المناعي: ويستخدم فيها الستيرويدات. يُقال انه متى ما كان هناك نزول في نسبة تشبع الاكسجين، بدأ الجسم في مرحل رد الفعل المناعي ويفضل استخدام الستيرويدات.
واعتقد ان هذا ماحدث ترامب، استخدم الطبيب حدسه العلمي في معالجة الرئيس الامريكي عطفا على اتباع الدراسات البحثية. لذلك ضروري جدا ان يفكر الطبيب خارج الصندوق.
٣- فيتامين د
صدق او لا تصدق ان الخطة العلاجية للرئيس الامريكي احتوت على فيتامين د. الرئيس الامريكي استخدمه في علاجه، رئيس المعهد الوطني للحساسية والامراض المعدية د.فاوتشي بنفسه يستخدمه.
من بداية الجائحة ونحن نتكلم عن فوائد فيتامين د واثره في تنظيم الجهاز المناعي، الان لدينا إثبات بنتائج دراسة رائعة جداً وتقطع الشك باليقين.
٤- الزنك
تم استخدامه من ضمن علاجات الرئيس الامريكي، متوفر بكثرة ورخيص جدا. لاعجب انه لايوجد اي تجارب منضبطة له.
٥- فاموتيداين Famotidine
وهو عبارة عن علاج قديم ضد الحموضة، لا اعلم حقيقة اذا كان له فائدة علاجية ضد الكوفيد-١٩ او فقط لان الرئيس يحتاجه. لكن وجدت دراسة تشير الى انه يحسن الاعراض لمرضى الكوفيد-١٩ في الحالات الغير منومة في المستشفى.
٦- الميلاتونين
هرمون يفرز طبيعيا في الجسم من الغدة الصنوبرية لتنظيم دورة النوم للانسان ويزيد افرازه في الظلام. وايضا له وظيفة اخرى يقلل من الالتهاب المناعي في الجسم.
في هذه الدراسة الصغيرة المنضبطة تبين اثره في مرضى الكوفيد وايضا مأمونيته
https://clinicaltrials.gov
أخيرا ٧- الاسبرين
وعادة تستخدم الجرعة المنخفضة اليومية لتقليل من خطورة الاصابة بتجلطات والتي يعتقد ايضا انها تزيد مع مرض الكوفيد-١٩
الخلاصة:
تم استخدام علاجات لازالت في الابحاث والتجارب مثل المونوكلونال. استخدم ايضا فيتامين د والزنك بالرغم عدم وجود تجارب معشاة تثبت فعاليتها.
استخدام الديكسا مبكرا على الرغم من موجود تجارب تثبت فعاليته فقط في الحالات المتاخرة. التوقيت مهم جدا واستخدام العلاج الصحيح لكل مرحلة.