منذ اجتياح فيروس كورونا دول العالم ، سارعت معظم دول العالم إلى اتخاذ العديد من الإجراءات حماية لشعوبها ، أظهرت البحرين قدرتها العالية على مواجهة مثل هذه الازمات تحت رعاية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المُفدى، وتكاتفت جميع المؤسسات الحكومية والمجتمع المدنى في تحقيق أهداف برنامج الحكومة والتنمية المستدامة بالارتقاء بجودة الخدمات الصحية المقدمة لأفراد المجتمع البحريني والقيام بدورها المنوط بها على أكمل وجه إنطلاقاً من ايمانها بالمسؤولية الوطنية تجاه حماية ورعاية كل من تطىء قدمة أرض المملكة , بداية من الفريق الوطنى فى التنظيم والدعم برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفه ، والكوادر الطبية التى ساهمت بشكل كبير بدورها الإنساني والطبي و الفرق المساندة من المتطوعين التى قامت بدور كبير فى مواجهة انتشار فيروس كورونا والسهر على معالجة المصابين بدون كلل، فهم يمثلون الخطوط الامامية لمواجهة انتشاره ولا يعبأون بالمخاطر التى تحيط بهم واضعين نصب أعينهم مصلحة الوطن وسلامة مواطنيه والمقيمين فيه فوق كل اعتبار، ويعكس ذلك مدى إدراكهم للواجب الوطني فدورهم لا يقل عن دور الجندى فى ميدان المعركة ، فتكاتف الجهود التى بذلت وتبذل من قبل الإدارات القائمة على معالجة أزمة انتشار فيروس كورنا من كوادر طبية و متطوعين سواء من خلال تنمية الوعى بأهمية الالتزام المجتمعي بالارشادات والاجراءات الاحترازية ، أو من خلال توفير مستلزمات العلاج والوقاية ، وتجهيز مراكز الحجر الصحي ومراكز العزل والعلاج ، والقائمين على الفحوصات المخبرية ، وتوفير معدات العناية المركزة ، وكل المساعى اثبتت كفاءتها فى الميدان ، وهو الأمر الذى ساهم بشكل كبير فى التخفيف من معاناة المواطنين والمقيمين ووصلت نسبة التعافى بين المصابين الى نسبة 84% ، كما انخفضت نسبة الإصابة خلال الاسابيع القليلة الماضية إلى 45% وهذه المسؤولية الوطنية تتجلى تلقائياً فى الحس الوطني العالى وتفيض بالعطاء والتضحية وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية الضيقة ، وتمثل ترجمة حقيقة لمعانى الانتماء والولاء للوطن. ونشيد بمبادرة ودعم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء المُوقر، باستُحدِاث للمرة الأولى جائزة تمنح الأطباء البحرينيين المتميزين في البحث العلاجي السريري والطبي بمملكة البحرين ، التي تقام كل عام بمناسبة الاحتفال بيوم الطبيب البحرين تقديرًا من سموه للكوادر الطبية و عطاءاتهم وتحفيزًا الروح التنافسية وقد فازت في هذا العام أربعة طبيبات بحرينيات.
إنها حقاً مسيرة من العطاء المتواصل ، والتناغم والتكامل بين جميع مؤسسات الدولة من جهة ، وبينها وبين المواطنين ومؤسسات المجتمع المدني والمتطوعين من جهة أخرى، وأضحت مملكة البحرين نبراس يقتدى به فى المجتمع الدولى ، وقدمت تجربة حقيقية ناجحة لادارة الأزمات والاستفادة منها على المستوى الاقليمي والدولي.