كان يراودني كثيراً في الماضي سؤال يخطر على بالي. لم أكن موفقة في إيجاد إجابة عنه. ولكن مع تقدم العمر وكثرة الخبرات استطعت أن أجد إجابة ربما يتهمني البعض انها اجابة فلسفية نوع ما. ولكنني للأسف الشديد عندما نظرت حولي لم أجد لهذا السؤال إجابة غيرها وهو
ما أقرب شئ الإنسان في الحياة؟
اما عن اجابة السؤال التي تحدثت عنها في البداية واصفة اياها بأنها إجابة فلسفية
فإني أقر ان أقرب شئ للانسان في الحياة هي “ملابسه”
فإذا نظرنا إلى الجانب المادي سنجد ان الملابس تكون قريبة من أجسادنا قرب شديد فهي ملاصقة لاجسامنا وقريبة بشكل مباشر من اي عضو فيه. كما انها تعتبر مصدر الدفئ لنا في ليالي الشتاء الباردة.
اما عن التقارب المعنوي
فإني أرى الملابس شريك لنا في كل ذكرياتنا. من منا لم يتذكر موقف ما مر به دون ان يتذكر ماذا كان يرتدي وقتها
من منا لم يقبل على اي مناسبة سعيدة له دون أن يسعى إلى شراء قطعة ملابس جديدة تشاركه هذه الفرحة. حتى في المناسبات الحزينة تكون الملابس السوداء تعبيرا عن حالة الحزن التي يعيش فيها الإنسان
وعلى جانب آخر يمر البعض منا بأوقات من الأزمات النفسية ربما يجد المخرج الوحيد لها في شراء قطعة ملابس جديدة تغير من حالته النفسية
بالإضافة إلى أن الملابس تعطي ثقة كبيرة في النفس عندما يرى الشخص نفسه في أبهى صورة له خاصة النساء
اما عندما يمشي الشخص منا بملابس قد تبدو غير جيدة نراه يفقد الثقة في نفسه ويبتعد عن الظهور
ومع كل ذلك نجد المأساة تتمثل في انه بالرغم من ان الملابس هي أقرب شئ لنا الا انها هي الشئ الوحيد الذي كتب علينا عدم وداعه للمرة الأخيرة نعم
يرحل المرء دون وداع حتى لآخر قطعة ملابس كان يرتديها بالرغم من انه هو من ارتداها بنفسه قبل لحظات من وفاته
يرحل المرء تاركا خزانة ملابسه كما تركها تملؤها رائحته. واذا نظرنا إليها نظرة فلسفية تأملية سنجد ملامح الحزن قد حلت عليها برحيل صاحبها وضاع منها جمالها وبهاؤها
فقد أصبحت ماضيا وذكري مثل صاحبها.
اليس هذا كافيا بأن يجعلني اقول عفوا ايها البشر انتم زائفون لقد تأملت حولي وعرفت ان هناك أشياء كثيرة تستحق منا التقدير عن بعض البشر الزائفين