خلال كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 76 عبر الرئيس عن التحديات التي تواجه المجتمع الدولي بصفة عامة وشعوب ودول منطقة الشرق الاوسط بصفة خاصة ,والتي توجب التعاون بين الدول من أجل تجاوزها وفي مقدمتها انتشار جائحة كورونا , ومواجهة الارهاب والفكر المتطرف وبخاصة وقف الدعم والتمويل للجماعات الارهابية والذي يضمن لها الاستمرار وتعكير صفو الامن والاستقرار ليس في المنطقة فحسب بل وعلى المستوي العالمي, واشار الرئيس خلال حديثة على قضية سد النهضة التي تشغل بال الشعب المصري والسوداني , ووضع المجتمع الدولي لثالث مرة أمام مسئولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين, وبخاصة أن مصر والسودان بذلا مجهودا كبيراً لإنجاح المفاوضات الخاصة بسد النهضة خلال عقد من الزمان, الا أنهما لم يجدا نوايا حسنة في طريقة تعامل الطرف الاخر مع المفاوضات وعمل على اكتساب الوقت وتضييع فرص السلام من أجل فرض أمر واقع على الأرض وهو ما لا يمكن تقبله بأي شكل من الاشكال, فنهر النيل شريان الحياة للشعبين, وان مصر عندما وجدت التعنت الاثيوبي في التعامل مع الأزمة لجأت الى مجلس الأمن من أجل الاضطلاع بدورة ودعم وتعزيز الوساطة الافريقية , فمصر موقفها واضح ينطلق من رؤية تنمية الموارد المائية المشتركة في إطار تعزيز التعاون الاقليمي والتنمية المشتركة , ولجوئها الى المجتمع الدولي ليس عن ضعف وإنما حرصاً على تكريس السياسيات المتوازنة في حل الخلافات الدولية بالطرق الودية , ولابد أن يقوم المجتمع الدولي بدوره المعني به في حفظ السلم والامن الدوليين باعتبار أن استكمال السد دون اتفاق قانوني ملزم يحدد كيفية عمله وتحديد العلاقات القانونية المستقبلية إنما يهدد السلم والامن الاقليمي ومن ثم العالمي, كما يعد تعدي صارخ وواضح للقوانين الدولية والاعراف التي تنظم علاقات الدول والتي من أجلها قامت الأمم المتحدة وحددت غاياتها.
عميد كلية الآداب جامعة قناة السويس