هناك تحركات عربية حاسمة منذ بداية العقد الجديد لمكافحة الارهاب والقضاء على قوي التطرف الفكري داخل المجتمعات العربية , والتي كان لها تأثير كبير في تبني الكثير من الشباب لمنهجها المتطرف البعيد عن القيم التي رسخها الدين الاسلامي الحنيف, وتسببت في تشويه صورة الاسلام في الدول الاخرى حتي بات هناك ما يعرف بالاسلاموفوبيا داخل المجتمعات الغربية , وبخاصة ما يتعلق هنا بجماعات الاسلام السياسي التي تتخذ من الدين ستاراً لتحركتها المشبوهة نحو السلطة وكسب المال والنفوذ دون إعتبار لأي اعتبارات أخري ,ويستخدمون الشباب بعد اجراء عملية غسل دماغ لهم وتشكيكهم في كل ما حولهم كوقود لتلك الحرب التي يخوضونها, وهو ما تنبهت له الدول العربية وبخاصة بعد الاحداث التي شهدتها مؤخراً والتي عرفت بالثورات العربية وكانت سبباً مباشراً في اشاعة الفوضي الأمنية في كثير من البلدان العربية حتي الأن, ومن ثم بدأ التحرك الشعبي نحو اسقاط تلك الجماعات بعد انكشاف مؤامراتها من مصر بالقضاء على حكم الجماعة الارهابية , ثم تونس وازاحة حركة النهضة عن المشهد السياسي, وحتي المغرب وسقوط الجماعة ومحاصرة نفوذ تلك الحركة الارهابية في قطر وتركيا , واخيراً جاءت الخطوة الاماراتية بإدراج 38 فرداً و15 كيان على لائحة الاشخاص والكيانات والتنظيمات الداعمة للإرهاب في إطار حرص دولة الامارات على محاصرة الشبكات المرتبطة بتمويل الارهاب والنشاطات التي تصاحبه وضمت القائمة اشخاص من جنسيات مختلفة تراوحت ما بين سورية ويمنية وايرانية وسعودية ونيجيرية وروسية واردنية , وشملت الشركات شركات تجارية وملاحية وشركات لوجستيك , وشركات شحن وتخليص , وشركات صرافه , وهذه الخطوات العربية لمكافحة والقضاء على قوي الارهاب ومصادر تمويله المختلفة داخل الدول آتت بعد تحجيم القوى الاقليمية التي تدعم تلك الحركات الارهابية وتوفر لها التمويل والملاذ والتسليح , وربما يحتاج الأمر الي زيادة التعاون بين الدول العربية في إطار الحفاظ على الأمن القومي العربي وصيانته.