كانت تتحدث بصوت خافت
هادىء
لا ينم عن بركان يشتعل بروحها
وآتون يتقد في كبريائها
تقاوم دموعها الحارة أن تهطل
تبتلع غصة بحجم متاهة
تواجهه وقلبها وعمرها في الميزان
والنار قاب صمتين…أو أدنى
وتسرد الدلائل التي أنكرتها طوال جرح غير معلن
تعدد البراهين على خيانة قلبها
خنجرا تلو خنجر
منذ صباح شاحب بينهما
ولهف يرجفه لينطلق بعيدا
شاردا عن صوتها
عن عينها…عن قبلتها ال تركض خلفه
منذ مساء يسلسله في أريكة صماء كوجهه
ناسيا أنفاسها بجواره
غافلا عن حديث تختلقه لتشده من غرقه
منذ ليل يجمعهما في فراش جليدي
والهوة تستوحش بينهما
وبئر الغربة يكاد يبتلعهما فلا يبين لهما طرفا
منذ دوار يصيبه على حين شغف
فلا يعي أي طفولة تتلبسه حين يضيىء هاتفه
منذ مكر حاق به مذ تعلم أن يدفن وجهه في وسادته بعيدا عنها
ويعلق عيناه بجدار
فرارا أن تلتقي بعينيها
مذ قيد يتربص يدها كلما همت أن تربت كتفه
مذ وجع يطعنها كلما هفت أن تتوسد صدره
وهو صامت.. ذاهل ..غير مصدق
ناكرا…مستميتا أنه البريىء
راجيا أن تنسى وهمها
أن تئد مخاوف لا أصل لها
هو لها….ولها فقط
وعيناه التائهة تنكر
تراوغ شفتاه المرتجفة
تشي بنبضه الفار بعيدا
اللائذ بامرأة أخرى
امرأة من غرق ومتاهة
مذ حاق به سُمها ودمه منفى
وحضنه الشوك الأقسى
صار ليلهما غربة…فلا همس ولا عناق
تتساءل والتيه يعلقمها
تتأرجح بين النار وبين النار
تتنصل من كل دلائل غربتها
تتلمس صدقا غافل صوته
لترمي براهين خيانته وتحتضنه
لكن كيف !؟
وكل مافيه ينبئها بامرأة أخرى
ينبئها خسارتها الأكبر
وأن المُر حصادهما
فبأي ظلال تتوارى
والحزن غول يترقب
والدمع قصيدتها الأخرى
والقلب تحور صبارا
والروح دخان وضباب
تنتزعك مني آهات شقائي
وبيدي أُعلنك غريبا
بل أكثر من غربة تترصدك بقلبي
ونبضي موصد في وجهك
يارجل البيعة الخاسرة
اشرب كأسك حتى آخره !!