هل شعرت يوماً ما أنك انجذبت لشخص لمجرد أنك رأيته مرة واحدة ؟
هل جلست يوماً مع أحد الأشخاص لأول مرة و شعرت أنك تعرفه منذ زمن ؟
هل رأيته بموقف وأحسست أن أرواحكما تعلقت بشعور غريب؟
فالأرواح لها قدرة على التخاطر و إدراك خبايا الأنفس و أثرها عميق بعمق تجاذب تلك الأرواح..
فالقلب الطيب من الناس يحنّ إلى شكله ..
والشرير نظير ذلك يميل إلى نظيره ومن يشاكله ..
كل انسان له شبيه روحي يتناسب معه فكما أن هناك من يحبك بلا سبب ..
هناك أيضاً من يكرهك بلا سبب..
قد تُعجب روحك بروح إنسان آخر تحس بمشاعر لا تعرف لها تفسيراً ولا تجد لها أثراً ..
فقط سوف ترتسم على جبينك ابتسامة تعجُبّ وتحس بشعور يمازج قلبك وفرح يداعب وجدانك وقد تستغرب بأن جمع الله بينكما بموقف عجيب وغريب ..
هذه المواقف تجعل الإنسان يـتأمل ويـتفكر :
” الأرواح جـنـود مجـنـدة ما تـعـارف منهـا ائـتلـف ومـا تـنـافـر منهـا أخـتـلـف” ..
الحديث يشير إلى مسألة تآلف الأرواح التي تشابهت في الطباع والمزاج أو التركيب النفسي ..
عكس تلك الأرواح المختلفة في الطباع والأمزجة أو التركيبات النفسية المعقدة أن تجاذب الأرواح من أسمى وأرقى العلاقات الإنسانيه..
لأن الوجوه والأشكال تتكرر أما الأرواح فلا تتكرر ..
فعالم الأرواح يتعدى الشكليات والماديات حيث التجانس في الطباع الباطنة والأخلاق الخفية يورث تجاذب الأرواح وهذا ما يسمى بالتخاطر العاطفي أو تجاذب الأرواح ..
أرواح التقت واتفقت واشتاقت ، يجمعها تجانس عجيب تساق لبعضها البعض..
ويقول جبران خليل جبران :
”ما أجهل الناس الذين يتوهمون أن المحبة تأتي بالمعاشرة الطويلة ، إن المحبة الحقيقية هي ابنة
التفاهم الروحي” ..
غالباً عندما تحب روحاً عابرة فتلك الروح تحب ما بداخلك وهذا هو مبدأ تجانس الأرواح مما يعني تدفق الحب بسهولة وانعقاده بلا تكلف أو مقدمات..
أن التوافق بين إنسان وآخر لا يكون بسبب توافق عمري ولاجنسي ولا لوني أوبطول العشرة ولا بالرفقة المستمرة ولكنها سر من أسرار التوافق الروحي ..
وإتحاد الأرواح في المفهوم الطاقي وتجاذبها هو توافق وتشابه في الهالات والذبذبة العالية والمرتفعة فعندما يتناغم الفكر وتتعانق الارواح تتحطم أمامها كل المفاهيم المادية ليخلق توافق روحاني حيث تأخذنا الأقدار لنتقابل مع ارواح تتجانس معنا نحس بما يحسون ونستشعر ما يستشعرون وكأن هناك رابط بين احاسيسنا ..
والطبيعة شاهدة من حولنا على التوافق والتنافر ففي الكيمياء هناك أيونات تتفاعل وتتجاذب ..
وفي الفيزياء عناصر تتآلف وتتنافر وتجاذب الأرواح أقوى أنواع التجاذب لأنها الأصدق إحساساً والأكثر عمقاً ..
الحب ثمرة توفيق إلهي وليس ثمرة اجتهاد شخصي وهو نتيجة انسجام طبائع يكمل بعضها البعض الآخر ونفوس متآلفة متراحمة بالفطرة ..
وفي علم النفس :
سبب عدم قدرتك على إخراج شخص من تفكيرك هو أن الشخص ذاته يفكر بك أنه تجانس الأرواح ..
التشابه الأخلاقي يولد تجاذب في الأرواح روحه تحمل نفس المشاعر ونفس الأفكار نذهل أحيانا عندما نجد انسان يشبهنا ليس بالمظهر ولكن في الروح ..
وهنا قد نتساءل : كيف يقع الحب ؟
أن الحب الذي نتحدث عنه بين شخصين إنما هو أشبه بطاقة كامنة موجودة من قبل و يتم تأجيل المشاعر إلى حين وصول اللحظة المادية التي تجمع الروحين بلقاء حاسم فيتم تلاقي الأرواح وتناغم الفكر وتجانس النبض ولذة النظر من هنا يمكن القول بأن علاقات الحب الناجحة المستمرة سببها تآلف الأرواح والعكس صحيح ..
ولـعـل هذه الظاهـرة غـريـزة فطـريـة بعـيدة عن الحـواس الطبـيـعـية الخمس ..
في حياتنا أشخاص يعنون لنا الكثير والكثير مع أننا لم نخالطهم إلا فترة وجيزة وعليه يكون هذا التعلق ليس ذنبا لأن تجاذب الأرواح أمر لا إرادي فالأرواح جنود مجندة ..
نحن لا نحب حين نختار ولا نختار حين نحب إننا مع القضاء والقدر حين نولد وحين نحب وحين نموت ..