ظل القمر،ولا يزال، رفيقًا ملازمًا للأرض منذ مليارات السنين، وبينما تختلف رؤيتنا لشكله وحجمه أثناء دورانه حول كوكبنا، فإن له حضوراً مستمراً في السماء. لكن هل يمكن أن يتغير ذلك؟
في فيلم سقوط القمرMoonfall ، الذي عرض في 4 فبراير2022، تتسبب قوة غامضة في إخراج القمر من مداره وتدفعه نحو الأرض، ويلوح في الأفق شبح دمار كوكبنا خلال أسابيع قليلة. وعند مواجهة سيناريو الكارثة المحفوفة بالتهديدات والمخاطر، تتدافع شخصيات الفيلم لإنقاذ الكوكب؛ فيكتشفون أن قمرنا الطبيعي ليس طبيعيًا على الإطلاق.
هناك فكرة تعتبر القمر هيكلًا اصطناعيًا عملاقًا تم بناؤه منذ مليارات السنين بواسطة كائنات فضائية ذكية. وهذه الفكرة تتغلغل بقوة في عالم الخيال العلمي. ولكن هل هناك أي جسم طبيعي في الفضاء يمكنه إخراج القمر من مداره؟
في وجود عشرات الآلاف من الكويكبات والمذنبات التي تدور حول النظام الشمسي، هل يمكن أن يؤدي اصطدام صخرة كبيرة بالقمر إلى تحويله لمقذوف يمكن أن يصطدم بالأرض؟
يقع القمر على بعد حوالي 385 ألف كيلومتر من الأرض وتبلغ كتلته حوالي ربع كتلة الأرض، وفقًا لوكالة ناسا.
وتبين صور القمر أن سطحه مليء بالحفر مختلفة الأحجام، وهذه الحفر نتجت عن اصطدامات المذنبات والكويكبات به في الماضي.
يقول بول تشوداس، مدير مركز دراسات الأجسام القريبة من كوكب الأرض (CNEOS) بمختبر الدفع النفاث التابع لناسا في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، إن معظم هذه الأشياء موجودة منذ مليارات السنين، عندما كان هناك الكثير من الحطام المتطاير عبر النظام الشمسي. وأضاف تشوداس لموقع Live Science إن معظم الحطام الصخري المكون للكواكب والذي كان يملأ النظام الشمسي في الماضي البعيد قد تبدد منذ فترة طويلة، “لذا انخفض عدد الاصطدامات كثيرًا في وقتنا الحالي”.
ويرصد CNEOS الأجسام القريبة من الأرض مثل الكويكبات والمذنبات، لتحديد ما إذا كانت تشكل تهديدًا للأرض أو القمر أو جيراننا الكونيين الآخرين. وحتى الآن، يتابع المركز حوالي 28ألفًا من الأجسام القريبة من الأرض -وهي أجسام تقترب من الأرض في حدود 1.3 وحدة فلكية (الوحدة الفلكية تساوي المسافة بين الأرض والشمس وتقدر بـحوالي 149مليون كم).
وقال تشوداس: “بشكل عام، يكون احتمال اصطدام الكويكبات بالقمر أقل بكثير من احتمال اصطدامها بالأرض، لأن كوكبنا أكثر ضخامة وشدة جاذبيته أقوى. وأي صخرة فضائية مارقة تمر في جوارنا الكوني سوف يتم سحبها نحو الأرض بدلاً من القمر. ولكي يؤثر اصطدام كويكب في مدار القمر، يجب أن يكون هذا الجسم بحجم القمر نفسه على الأقل.”
وقال: “القمر كبير، لذا يجب أن يضربه جسم ضخم بسرعة عالية”.
لحسن الحظ بالنسبة لنا (وللقمر)، لا يوجد أي كويكبات معروفة في النظام الشمسي يقترب حجمها من حجم القمر.