ما نحن فيه الآن سببه أننا نفرط ، وأننا نبسط ، وأننا نضيع .. وهذا البلاء ، وهذا الضعف الذى يصيب الأمة فى جسدها وفى قطع أعز علينا منها إنما هو بمثابة جرس الإنذار .. ولذا يجب أن نتسائل أين نحن من الإيمان ؟؟. والأصل أن المؤمن قوى وإن ابتلى وحينما نجد مجتمعات الإيمان فى القديم نجد أن هذه المجتمعات أيضا لم تخلوا من مثل هذه الابتلاءات – فهذا فرعون يتوعد السحرة بعد إيمانهم بتقطيع الأيدى والأرجل وبالصلب فى جذوع النخل . وهذا فرعون وهامان وقارون وجنودهم يقولون أقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نسائهم ، والابتلاء سنة من سنن الله مع المؤمنين ولكن الابتلاء ليس نهاية المطاف وإنما الابتلاء فى الإيمان تمحيص لأن الإيمان دعوى – ربما يقولها كثير من الناس ولا يحققها فالله تبارك وتعالى يقيم الحجة على المؤمنين . وعلى المدعين للإيمان بلسانهم يقيمها عليهم بهذا الابتلاء . وبهذا التمحيص . وكما قلنا فإن الابتلاء راجع إلى تفريط وإلى تقصير . وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير . فالمؤمن يبتلى ولكنه لا يستذل . والمذلة فى ترك الإيمان والمذلة فى التفريط فى الإيمان . وفى التفريط فى مقتضيات وشعب الإيمان . ولكن المؤمن عزيز بالحق . عزيز يقول الحق حتى وإن كان وحده . وإن كان فى مجتمع قد رجع أكثره عن الحق فيقى وحده . لا تقول إنه ذليل ، ولكن نقول عنه إنه عزيز بالله . ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً ) . والله تبارك وتعالى يقول : (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ) فيظنون أن العزة فى غير ذلك من أمور الدنيا . فما نحن فيه سببه الرئيسى أننا نفرط . وأننا نبسط وأننا نضيع . ولكن هذا الضعف وهذا البلاء الذى يصيب الأمة فى جسدها وفى قطع عزيزة علينا منها أنما هو بمثابة جرس الإنذار . ولذا يجب أن نتسائل أين نحن من الإيمان .. هل نحن قد استكملنا إيماننا . ؟؟ لو استكملنا إيماننا كجماعة لما تعرض هؤلاء إلى ما تعرضوا له . ؟؟ إن الدول التى يعيش فيها المسلمين إما أنها دول إسلامية يقطنها جميع المسلمين وإما أنها دول ليست مسلمة وجموع المسلمين فيها أقليات وأكثر ما فيها من غير المسلمين . وهل يجوز أن نتبع نظاماً ديمقراطياً .. وأن نجعله أصلاً وأساسا للشورى ؟؟ فى الحقيقة أنا أقول .. يجوز أن نستفيد من مزايا النظام الديمقراطى ، لكن لا نتبعه بالكلية نستفيد منه فيما فعلوه .. لأن المسألة فى غاية التجارب البشرية .. نحن سبقناهم فى الحديث ثم فى القديم ثم تأخرنا .. هم سبقونا فى هذا العصر فى التجارب البشرية .. فى تحقيق ما يصلح الناس ، إذا كان هذا الشىء الذى يصلح الناس لا يتعارض مع دين الله عز وجل . وليس فى دين الله ما يأبى عنه فيجوز أن نأخذ منه ويجوز أن نعمل بما فيه ، ويجوز أن نأخذ ما فى الديمقراطية من مزايا . أسأل الله أن يرد المسلمين إلى الحق ، وأن ينصرهم ، وأن يقوى شوكتهم ، وأن يعينهم أولاً على أنفسهم ، ثم على شيطانهم .
Fawzyfahmymohamed@yahoo.com