قال..
وتظل بعض الأشياء أجمل وهي بعيدة..
لأنها باختصار..
تفقد بريقها لو تجاوزنا تلك المسافة التي تفصلنا عنها..
وكذلك الأشخاص..
يظلون في البعد أجمل..
لأننا نقترب، فتتشوه تلك الصور القديمة التي رسمناها لهم بها في خيالنا..
لذلك..
أبت قلوبنا بعد كل هذه الجراحات إلا أن تلتزم بمسافة أمان من الجميع..
فلم تعد تغريها نداءات القرب..
أو يطعنها خنجر الحنين المسموم كل ليلة..
ربما هو ذلك الخوف ما جعلنا نخشى الاقتراب من مباح محرم..
أو هو ميراثنا من وجع قديم حتى الآن لم يبرأ..
وربما…..
تعب يسافر فينا منذ زمن..
لم يمل..
لم يتعب ولم يهدأ..
وربما…..
تلك اللا مبالاة الغريبة، التي جعلتنا لا نهتم كثيرا بمن يبقى ومن يخسأ..
والأكيد هنا..
أننا وصلنا لما يسمى بنقطة اللا رجوع..
فيصير فقد أحدهم أو بعضهم أو الجميع متساو..
لا فرق..
هي تلك الأشياء السيئة التي جعلتنا هكذا..
فعلى من نلوم إذن؟!..
أهو السيِّئ؟!..
أم الأسوأ؟!..
وكلاهما ملوث..
والفرق في الألوان..
انتهى..
بقلمي العابث..