في الأسبوع الماضي، تحت عنوان “خلايانا القديمة”، كتبت حول ما يقوله العلماء عن أسرار الموت وجهود إطالة عمر الإنسان، ولماذا لا يمكن للبشر تحقيق الخلود، وكيف ينظر البعض للخلود من زاوية أخرى.
واليوم استكمل هذه القضية، حيث يقول بعض الباحثين إنه ربما يتمكن البشر من العيش “خارج حدودهم البيولوجية” أي خارج أجسامهم وخلاياهم!!
مع التطورات التكنولوجية المستقبلية لتقنية النانو. والتلاعب بالمواد على مقياس نانوي، أقل من 100 نانومتر (النانومتر جزء من المليار من المتر أو 400 جزء من المليار من البوصة). يمكن للآلات بهذا الحجم الصغير أن تنتقل في الدم وتمنع الشيخوخة عن طريق إصلاح ما يلحق بالخلايا من تلف بمرور الوقت. ويمكن لتقنية النانو أيضًا علاج بعض الأمراض الخطيرة.
ومع تقدم التكنولوجيا، يتوقع المستقبليون اثنين من المعالم البارزة. الأول هو التفرد، حيث سنصمم ذكاءً اصطناعيًا (AI) لديه من الذكاء ما يكفي لإعادة تصميم نفسه، وسيصبح أكثر ذكاءً تدريجياً حتى يتفوق بشكل كبير على ذكائنا. أما المعلم الثاني فهو الخلود الافتراضي، حيث سنكون قادرين على عمل مسح scan لأدمغتنا ونقل أنفسنا إلى وسط غير بيولوجي، مثل الكمبيوتر!!
قام الباحثون بالفعل بتحديد الروابط العصبية لدودة مستديرة. ثم قاموا بمحاكاة دماغ الدودة في برنامج يكرر الاتصالات العصبية، وأعدوا هذا البرنامج لتوجيه روبوLego، وفقًا لمجلة سميثسونيان. ثم بدا أن الروبوت أخذ يتصرف مثل الدودة المستديرة. لكن العلماء لم يتمكنوا بعد من رسم خرائط للروابط بين 86 مليار خلية عصبية في الدماغ البشري (الديدان المستديرة لديها 302 خلية عصبية فقط)، لكن التقدم في الذكاء الاصطناعي قد يساعدنا لتحقيق هذا الهدف.
بمجرد أن يدخل العقل البشري في جهاز كمبيوتر ويمكن تحميله على الإنترنت، فلن نقلق بشأن موت الجسد. ولو تمكنا من إخراج العقل البشري من الجسد، فإن ذلك يمثل خطوة مهمة على طريق الخلود.
وفقًا لسوزان شنايدر، مؤلف كتاب “أنت اصطناعي: الذكاء الاصطناعي ومستقبل عقلك” (مطبعة جامعة برينستون، 2019)، فإن الطريق الأفضل لعمر طويل للغاية، مع الحفاظ أيضًا على الشخص، سيكون عبر التعزيزات البيولوجية المتوافقة مع بقاء الدماغ البشري. وهناك طرق أكثر إثارة للجدل تتمثل في رقائق الدماغ.
قالت شنايدر: “كان هناك الكثير من الحديث عن إحلال رقائق إلكترونية تدريجيًا بدلًا من أجزاء من المخ. وفي النهاية، يصبح المرء أشبه بذكاء اصطناعي”. بمعنى آخر، الانتقال ببطء إلى سايبورج (مزيج من مكونات عضوية وبيوميكاترونية) والتفكير بالشرائح بدلاً من الخلايا العصبية.
ويبدو أن جسم الإنسان له تاريخ انتهاء، بغض النظر عن كيفية ترقيته أو تحميله. أما إذا كان البشر سيظلون بشرًا بدون أجسادهم، فتلك قضية مفتوحة.
تشعر شنايدر بالحماسة تجاه التحسينات المحتملة للدماغ والجسم، وتحب فكرة تخليص أنفسنا من الموت بالشيخوخة.