كتبت – سامية الفقى
في سيناريو أعاد للأذهان قضية شركات توظيف الأموال التي تفجرت في مصر خلال فترة الثمانينيات، وانتهت بضياع المليارات من الجنيهات من أموال المودعين وحبس مؤسسي تلك الشركات، شهدت محافظة أسوان جنوب البلاد مأساة مماثلة، غامضة في تفاصيلها، وكارثية في نهايتها.
فقد بدأت الحكاية عندما ذاع قبل أشهر قليلة صيت سائق توك توك يدعى مصطفى البنك، والذي جمع 500 مليون جنيه من مواطنين في قرية البصيلية، واعداً إياهم بتوظيفها مقابل أرباح مغرية.
وانطلقت حملة جمع الأموال لحساب الشاب الثلاثيني، وهو من أصحاب السوابق، في مارس الماضي، حيث كان يعمل لحسابه آخرون في تربية وتجارة المواشي.
وعود بأرباح طائلة
فيما عرض المتهم على الراغبين من سكان قريته توظيف أموالهم مقابل منحهم أرباحاً طائلة شرط أن ينتظروا 21 يوماً فقط، حيث كان يشتري من بعضهم المواشي وبمقابل بيعها يوظف أموالهم.
في الأثناء، راجت الفكرة وتوسعت ووصلت للآلاف من سكان قرى محافظة أسوان الأخرى ومدن بمحافظات مجاورة، إذ خصص سائق التوك تك هذا عدداً من المندوبين في كل قرية لجمع الأموال من الراغبين وتوزيع الأرباح عليهم.
فتمكن من جمع ما لا يقل عن ملياري جنيه حسب إحصائية تقديرية بناء على حصر المبالغ التي أعلن عنها الضحايا لاحقاً.
قلق وشكوك
وفي السياق، أوضح شهود عيان وضحايا أن المتهم انتظم في البداية في توزيع الأرباح وخصص صفحة باسمه على فيسبوك، نشر فيها أسماء المندوبين التابعين له وأرقام هواتفهم وكيفية التواصل معهم، كما بدأ في شراء مساحات من الأراضي وتخصيصها لتربية الماشية وبيعها.
كما قال بعض الضحايا إنه بدأ في التعثر منتصف أبريل الماضي، فأخذ القلق يساور المودعين الذين تجمعوا أمام منزله ومزارعه لمطالبته بصرف أرباحهم الشهرية بعد أن تأخرت لأكثر من شهرين.
في حين أشاروا إلى أن المتهم، ولكي يطمئنهم، بث فيديو على صفحته ظهر فيه بجانب كميات كبيرة من النقود معلناً أنها في طريقها لهم.
لكن قبل أيام ظهرت الكارثة، وهي اختفاء المتهم وعدم العثور عليه، وترددت أنباء عن هروبه ومقتل أحد معاونيه، لكنه عاد إلى الظهور مجدداً ليخبر المودعين المتجمعين أمام منزله بتعرضه لعملية نصب واسعة من عدد من معاونيه جمعوا الأموال وهربوا، وأكد لهم أنه سيرد إليهم مدخراتهم خلال يومين.
في موازاة ذلك، تجمهر المودعون مرة أخرى أمام منزل ومزارع المتهم، مساء أمس الأربعاء، ليتفاجأوا بهروبه، حيث لم تعثر عليه الشرطة التي داهمت كل مكان يحتمل تواجده فيه.
وعلى الفور قررت الأجهزة الأمنية البحث عنه ومطاردته في جبال إدفو التي يعتقد أنه هرب إليها.