تطورت وسائل السفر بين العرب والعالم ، من أجل المصالح الاقتصادية والتجارية المشتركة على مدى الزمان برا و بحرا و جوا ..
لا شك أن وجود شبكات متطورة للقطارات تربط بين البلاد العربية هو أمر جد عظيم هائل الروعة في ظل ما وصل إلينا من علوم وتقنيات لنصل إلى أوج الرقي .. كم تداهمني التساؤلات هل تكفل وسائل المواصلات الحديثة وتساهم في وحدة العرب ؟! هل يأتي يوم تتحول فيه الأنظمة و البرتوكول إلى همزة وصل ليتحقق إتصال و تواصل حقيقي بين أبناء العروبة ، بغض النظر عن “لقطة” المصالح السياسية والاقتصادية التي تنتفض من إطار “التعاون” ، أو أى مسمى يندرج تحت “علاقات” الدول ..
هل ينقشع غيم الغرب من خريطة الوطن ، هل يأتي يوم تعيش فيه العروبة أمانا حقيقيا ، و حبا صادقا ، هل يعود اليمن سعيدا وتنتعش لبنان ، وتخفت الحروب والضغائن ، هل ترفع عشتار رأسها ، و تنتصب قامات الفكر والفن والجمال على ضفاف دجلة والفرات ، هل تندثر شعوذة التحزب و تجر المذاهب الغبية أذيالها وتتوقف بحار الدم و الخيبة و اللاأمان ..
أضلع “البرواز” تتفسخ و تنكسر من ضغط تلك الحشود الصارخة في “كادر” الوطن سوريا ، ليبيا ، السودان ، وفلسطين و الأقصى ..
عيون الغرب القناصة على مصر ، سياسة الإستعمار و شراسة الحرب قائمة ، الاستنزاف والماسونية العالمية الضارية تفرد أشرعتها على الوطن بأسلحة الخبث والمكر لانتزاع الدين والهوية ..
متوالية التكفير و التهويد تضخ السموم في وريد الوطن ، هل تم حقن ” الهيروين”في وريد العروبة ليتوقف نشاط العقل الجمعي ، و يتنتعش طوفان الدم بيننا ؟!
على خريطة الكون العرب يمثلون قوة ، و الإسلام راية عظمى ، من هنا بدأت العولمة ، من هنا بدأت الحرب ، نزع الهوية ، القضاء على الدين والأخلاق ، العبث بعقول الأجيال القائمة والقادمة تحت لواء التمدن ، بأسلحة الجنس والمال وعقاقير الهلوسة والمخدرات و بريق الميديا ، أنياب و مخالب شياطين الغرب تنهشنا وتخترق عظامنا ..
جسد الوطن مسجى في “الرعاية المركزة” في انتظار لحظة إفاقة .. هل يفيق العرب ليكونوا تلك القوة لدرأ المخاطر الجاثمة على قلبه ..
هل نستجمع قوانا لنصبح جسدا واحدا و كيانا قويا لصد هجوم التهويد الذي يعبث بأقدارنا ؟!
هل يأتي يوم تتكافل فيه العروبة و نتواصل بمحبة وصدق .. مازالت أغنية تدوي في سمعي
“وين الملايين .. الشعب العربي وين .. الشرف العربي وين” ؟!
هل تناسى العرب الآية الكريمة :
“و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا”