بعد أسابيع قليلة مرت على حادث مقتل طالبة جامعة المنصورة نيرة أشرف بطريقة مثيرة وبشعة على يد أحد زملائها محمد عادل، وتم الحكم على القاتل بالإعدام، بعد تحقيق العدالة السريعة الناجزة، تكرر نفس سيناريو القتل المؤلم بكل تفاصيله المرعبة.
حيث استيقظت مصر خلال الأيام الماضية على قيام طالب بمحافظة الشرقية بقتل زميلته بجامعة الشروق، وذلك في مدخل إحدى العمارات بمدينة الزقازيق بعدما انهال عليها طعنًا بسكين، وسدد إليها أكثر من خمس عشرة طعنة قاتلة؛ لتلفظ أنفاسها الأخيرة في مشهد مفزع.
ويجب هنا أن نؤكد ونقول للذين دافعوا وتعاطفوا مع قاتل فتاة المنصورة، عندما صدر ضده حكم الإعدام، والذين فرحوا وابتهجوا عندما تم نقض الحكم وإعادة محاكمته، كما ينص القانون أنتم شركاء مع قاتل فتاة الشرقية بالتحريض العلني؛ حيث أظهرتم لكل شاب أنه سوف يجد المساعدة والمساندة المعنوية، وأيضًا المادية، وظهوره بالمقهور والمجبر والمغلوب على أمره، وذلك على وسائل التواصل الاجتماعي عندما يريد أن يرتكب نفس الجريمة التي لا يقرها الدين أو الشرائع، مهما كانت الدوافع والأسباب، وهي قتل فتاة كانت بينهم أي تعاملات.
وأود أن أسألهم الآن سؤالًا واحدًا بعد هذا الحادث الإجرامي: هل ضمائركم مستريحة الآن لما اقترفت أيديكم بالتعاطف الذي أبديتموه مع قاتل طالبة المنصورة والدفاع عنه والخوض في أعراض الضحية؛ بل اتهامها هي وأسرتها – كان الله معهم في شدتهم – بأنهم السبب في هذا الجرم، والذي قرأه الملايين على شبكات التواصل الاجتماعي، ومنهم بلا شك قاتل طالبة الشرقية؛ مما استسهل القيام بهذا الفعل الشنيع.
وعليهم أن يعلموا أن دماء هاتين الضحيتين في رقبتهم أمام الله، وشركاء مع القاتلين يوم الحساب، وكل من يجرؤ لمجرد التفكير في هذا العمل الإجرامي تأثرًا بتعاطفهم المزري.