لقد كانت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى التو واللحظة للهيئة الهندسية للقوات المسلحة بعملية ترميم وإصلاح كنيسة أبى سيفين بإمبابة بمحافظة الجيزة وإعادتها إلى ما كانت عليه قبل الحريق فى أسرع وقت، حتى تعود الصلوات فيها للأخوة الأقباط، يظهر مدى حكمة القائد وحرصه على الاهتمام بمشاعر كل الشعب المصرى وليس فئة دون أخرى.
كما تجلت ملحمة وطنية فى أزهى صورها لأهالى إمبابة وشبابها فى الإسراع لإنقاذ المواطنين أثناء الحريق من داخل الكنيسة والتى أظهرت مدى التجانس والترابط والود بين أفراد الحى الواحد الذى لا يفرق بين مسلم ومسيحى وهو نموذج على أرض الواقع فى كل محافظات مصر بلا استثناء، والذى هو فى قلب أى مصرى منذ ولادته والذى مهما حاولت شراذم وأعوان الخونة أن يمزقوا هذا الترابط فلن يفلحوا، حيث إنه تآخٍ حقيقى راسخ القواعد فى ظل مجتمع آمن لا عنصرية فيه ولا طائفية.
وأثبتت مشيخة الأزهر الموقرة أنها على قدر المسئولية فى الحفاظ على نسيج الوطن، حيث وجه الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر القائمين على الإدارة العامة للحسابات الخاصة بسرعة التنسيق مع الجمعيات الأهلية لصرف إعانات نقدية عاجلة لعائلات الضحايا وإصدار أوامره بفتح أبواب مستشفيات جامعة الأزهر أمام مصابى الحادث الأليم لتقديم كل أوجه الدعم جنبا إلى جنب مع مستشفيات مؤسسات الدولة، فضلا عن تقديم الدعم النفسى اللازم وهى لطمة قوية على وجه دعاة الفتنة والذين يحاولون استغلال هذا الحادث العابر والغابر الذى أحزن كل المصريين جميعا لإثارة النعرة الطائفية التى لم تشهدها ولن تشهدها مصر على مدار تاريخها الحبلى بصور التسامح والحب والوئام للتعبير عن الوحدة الوطنية.
ولذا يجب علينا أن نعلم أننا جميعا ركاب فى سفينة واحدة ولابد أن نتكاتف ضد مثيرى الفتنة وأعداء الوطن الذين يتربصون به ليل نهار من أجل أن يسقط فى أيديهم، وإن شاء الله لن يفلحوا مهما كانت المؤامرات والدسائس حيث مصر لا تعرف الفرقة طريقا بين أهلها.
mahmoud.diab@egyptpress.org