أعجبتنى تصريحات الدكتور رضا حجازى، وزير التربية والتعليم، المنشورة أمس فى الصحف، والتى أشار فيها إلى أن المدرس سيكون فى القلب من عملية التطوير، وأنه سوف يتم إشراكه فى وضع برامج التطوير، والامتحانات.
الوزير أكد أنه لا عودة للوراء بشأن التطوير، وسوف يتم التركيز فى المرحلة المقبلة على خلقْ قناعات لدى أولياء الأمور، والطلاب، والمعلمين بأهمية التطوير.
لفت انتباهى فى تصريحات الوزير للصحفيين شيئان، الأول أنه لا رجعة عن التطوير، وهو ما يؤكد عدم إهدار ما حدث خلال السنوات الماضية، وأن التركيز سوف يكون على تصحيح بعض المسارات، سواء فيما يتعلق باستخدامات «التابلت» فى الاختبارات الشهرية، أو مزج الأسئلة ذات الإجابات المتعددة ببعض الأسئلة المقالية، والثانى هو تركيز الوزير على ضرورة إشراك المعلمين فى كل ما يتعلق بعملية التطوير من مناهج، وامتحانات، لأنهم أدوات التطوير الرئيسية، ودونهم سوف يكون هناك ضلع «ناقص» فى تلك العملية.
الأهم من ذلك كله، ضرورة عودة التلاميذ إلى المدارس، وأن يكون الفصل هو «الأساس» فى الدراسة، والتفوق، كما يحدث فى كل بلاد العالم،
لن يحدث ذلك إلا بإعادة الاهتمام بالمدرسة، والمدرسين، ووضع آليات لضمان عودة الدراسة إلى المدارس الحكومية، والخاصة – على السواء، بعد أن انتشر سرطان الهروب من المدارس الحكومية إلى معظم المدارس الخاصة.
لو عاد الانضباط إلى الفصل الدراسى، فإن ذلك سيكون البداية الحقيقية لتطوير التعليم، بل إنه سوف ينعكس على سلوكيات الطلاب فى الشارع، والمنزل، وبعدهما فى أماكن العمل عقب تخرجهم.
الفصل الدراسى هو البداية الحقيقية، والمعلم هو قلب التطوير، وعقله.