( الحلقة الثانية )
كنت قد وعدتكم أن نتكلم أو نتحدث عن ملف المواصلات في المدينة لكن هناك مستجد أهم واشد خطورة من ملف المواصلات أو أي ملف آخر .. وقفت أمامه في حالة من الرعب المخيف أن الأمر يا سادة لا يتعلق بملاعب ولا مواصلات ولا مرافق أن الأمر يعد كارثة بعينه وهي كارثة التلوث البيئي وما سوف يلحق بنا علي المدي البعيد وتلك هي الطامة الكبري التي قد لا نشعر بها وهي كارثة دخان المصانع التي تنهش فينا وان كانت آثاره لا تظهر فجأة بل تظهر علي المدي البعيد .. اي أن الاثر فيها تراكمي ومن هنا البداية ..
(( التلوث البيئي))
التاريخ يعيد نفسه لكن مع الفارق في بداية الخمسينيات من القرن الماضي وبعد ثورة ٢٣ يوليو قامت الدولة بإنشاء عدة مصانع من الصناعات الثقيلة مثل مصنع طره الأسمنت بمنطقة طره ومصنع الحديد والصلب وعدة مصانع في منطقة حلوان ..
وبعدها أصبحت أكبر نسبة تلوث بيئي هي منطقة حلوان وتحولت من مصحة أو مشتي الأغنياء في حقبة العصر الملكي الي أكبر نسبة تلوث بيئي وأكبر نسبة في الأمراض الصدرية نتيجة لسوء التنفس من دخان وعوادم المصانع .
هذا علي سبيل المثال ما حدث منذ أكثر من سبعين عاما مضت والكارثة أن هذه المأساة تتكرر عندنا في زهراء أكتوبر الجديدة …
وللاسف الشديد أن اتجاه الرياح يأتي بكل دخان المصانع في اتجاه جنوبي غربي اي في اتجاه المدينة .. وانتا في وضح النهار نحن لا نشعر بمدي أو قوة الدخان نتيجة لشدة ضوء الشمس ولا في الليل لاننا قد نظن انه سحاب وان الأمر يبدو جليا عند الغروب ونري بأعيننا السحاب الاسود المحمل بثاني اكسيد الكربون المنبعث من المصانع ومن منا لا يدرك الخطر الجسيم علي صحتنا وصحة الأجيال القادمة ..
ففي الوقت الذي انتفض فيه العالم كله لمواجهة الانبعاثات الحرارية وللاسف وتغيير المناخ والبحث عن مصادر طاقة جديدة للحد من التلوث لم ينتبه احد كأننا خارج نطاق الكوكب.. وفي الوقت الذي تقوم به أجهزة الدولة وقيادتها الحكيمة برعاية قائد المسيرة معالي رئيس الجمهورية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بعقد مؤتمرات عالمية للمناخ والحكومة لا تتدخر جهدا لا يزال الأمر في غيبوبة…
أننا يا سادة لم نطالب بإغلاق المصانع ولأنها جزء من الاقتصاد القومي وبها عدد كبير جدا من اهالينا ضمن فريق العمل في تلك المصانع اي انها مصدر رزق لكننا يا سادة نطالب علي الاقل بتركيب فلاتر لمداخن المصانع لان الفلاتر سوف تقلل من نسبة الدخان من مائة في المائة الي ثلاثين في المائة .. اخيرا معالي وزيرة البيئة اين معاليكم من مدينة مقدر لها أن تكون آهلة بربع مليون نسمة من السكان ؟؟؟ واين أجهزة قياس التلوث البيئي ؟؟؟ اين تفعيل توصيات مؤتمر المناخ المنعقد منذ أيام ولم يجف الحبر علي توصيات المؤتمر … وهل ننتظر وهل سوف نبقي نبكي علي اللبن المسكوب وهل سوف نبحث عن أسباب وظهور أمراض لم تكن موجودة … اعاننا الله علي ما نحن فيه ونلاقيه..
اعلامي مصري