كنت أنوى كتابة هذا المقال بالكامل عن الفريق الألمانى أو منتخب المنبوذين الذين أرادوا إفساد فرحتنا بكأس العالم لكرة القدم المقام حاليا فى قطر،لكن قررت تعديل مسار المقال عقب فوز المغرب على إسبانيا وتأهلها لربع نهائى كأس العالم فى سابقة لم يحققها أى منتخب عربى من قبل.وشتان الفارق بين منتخب المنبوذين وبين منتخب المفرحين الذى أدخل فرحة حقيقية اشتقنا إليها فى كل بيت عربي.لذا قررت المقارنة بين المنتخبين اللذين كانا من أسباب الفرحة الكبيرة فى كل البيوت سواء فرحة بخروج منتخب ألمانيا من دورى المجموعات أو بصعود المغرب لدور الثمانية.
الفرحة الأولى كانت الخميس الماضى فى كل البيوت العربية وبيوت كل دول العالم العارفة لمعنى الفطرة السليمة .الصيحات كانت مسموعة من على القهاوى والمنتديات التى كانت تتابع مباراة ألمانيا وكوستاريكا فى ذات الوقت مع إذاعة مباراة اليابان واسبانيا.وعندما أطلق الحكام فى المباراتين صافرة النهاية انطلقت الزغاريد والأفراح ابتهاجا بخروج الفريق الألمانى من البطولة.
ليس فينا يابانى ولا اسبانى ومع ذلك كانت الفرحة فى كل مكان بعد خروج منتخب ألمانيا الذى وضعته بلاده فى ورطة حقيقية عندما زجت به فى أتون معركة خاسرة تريد فيها ان تنتصر للشذوذ على حساب الفطرة السليمة التى خلق الله الناس عليها.اعرف عن الألمان اعتزازهم ببلدهم وبلغتهم وهذه أمور لا يستطيع أحد ان يلومهم عليها حتى وإن وصلت إلى درجة الغرور فى بعض الأحيان، لكنى لم اكن اعرف ان الألمان بهذا الغباء الشديد عندما أرادوا الاستعراض أمام العالم كله بدعمهم للشذوذ باعتباره حقا من حقوق الإنسان.والأغبى من ذلك هو اقحامهم للمنتخب فى هذه المعركة الحقيرة ظنا منهم أن شعبية كرة القدم فرصة للدعاية الفجة للشذوذ والشواذ.وهنا كان القرار العبيط بجعل المنتخب وفى أول لقاء له فى المونديال يضعون أيديهم على أفواههم تعبيرا عن رفضهم لقرار الفيفا بعدم السماح برفع شعارات أو أعلام الشواذ خلال هذا الملتقى الرياضى الكبير الذى غالبا ما يكون محط أنظار العالم كله حتى ممن لا يشاهدون كرة القدم.كان نتيجة وضع حاجز نفسى بين المنتخب وجماهير كرة القدم فى العالم التى راحت عن بكرة أبيها تتمنى هزيمة المنتخب وعدم صعوده للدور الثانى من المنافسات.زاد من حدة هذه الكراهية للمنتخب صلف وغرور وزيرة داخلية ألمانيا التى حرصت على ارتداء شارة الشواذ على ذراعها كنوع من الفخر على دعمها لهذه العلاقات الفاحشة.
غالبية جماهير كرة القدم، العربية منها والعالمية على اختلاف أديانهم، أطلقت على المنتخب الألمانى منتخب المنبوذين.و خسر الألمان اى نوع من التعاطف حتى ممن يحبون ويقدرون الكرة الالمانية مثلى.كلنا تمنينا هزيمة المنتخب الألمانى فى المونديال التى وإن كان لا تعدو عن كونها هزيمة فى مسابقة كرة قدم، إلا أنها جعلتنا نشعر بارتياح كبير.لا أميل بالطبع للتفسير الدينى للأشياء الذى يقول أصحابه ان خروج المنتخب الألمانى من البطولة عقاب من السماء، فكرة القدم مسابقة يلعبها ويحبها الناس فى كل مكان ويفوز بها المجتهد الذى أعد نفسه جديا وتجهز لها كما ينبغى وليس لها علاقة بالمعتقدات الدينية.لذا لقنت جماهير الكرة هؤلاء الألمان درسا اتمنى ان يستوعبه كل أصحاب تلك الأفكار المريضة التى ترفضها اخلاقنا قبل معتقداتنا.أما لمن لا يجدون غضاضة فى دعم المثليين فأقول لهم:احتفظوا بشذوذكم واتركوا لنا كرة القدم!.
أما عن الفرحة الحقيقية التى غمرتنا كلنا مساء أمس الأول عقب ملحمة المغرب أمام إسبانيا فحدث ولا حرج.انهمرت دموع الفرح والفخر فى كل مكان بعد الأداء الرجولى لأسود الأطلسى وتفوقهم على فريق كان من أبرز المرشحين لإحراز كأس العالم وهو درس لكل البشر أنه لا مستحيل طالما أديت ما عليك فى المنافسة من أول دقيقة لآخرها فشكراً لمنتخب المفرحين ،وشكراً للساحرة المستديرة التى جمعت العرب مساء الثلاثاء الماضى على فرحة سواء.