قالت نائبة مدير إدارة المتاحف في السودان يوم السبت إن قوات الدعم السريع سيطرت على المتحف القومي في الخرطوم، مما يثير مخاوف على سلامة القطع الأثرية المهمة، بما في ذلك المومياوات، وسط الحرب الدائرة.
وقالت إخلاص عبد اللطيف إن عناصر من قوات الدعم السريع، التي تخوض قتالا مع الجيش على السلطة منذ سبعة أسابيع، دخلت المتحف يوم الجمعة، وحثت القوات على حماية تراث البلاد.
وأضافت أن العاملين بالمتحف ليسوا على علم بالوضع داخله لأنهم توقفوا عن العمل هناك بعد اندلاع الصراع فجأة في 15 أبريل نيسان، مما أجبر الشرطة التي تحرس المنشأة على الانسحاب.
ويقع مبنى المتحف على ضفة النيل وسط الخرطوم بالقرب من مبنى البنك المركزي في منطقة تشهد بعضا من أعنف معارك الصراع.
ومن بين آلاف القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن مومياوات محنطة تعود إلى 2500 عام قبل الميلاد، مما يجعلها من بين أقدم القطع الأثرية في العالم وأكثرها أهمية.
وقال حاتم النور المدير السابق للمتحف القومي إن المبنى يحتوي أيضا على تماثيل وأواني فخارية وجداريات قديمة وكذلك قطع أثرية تعود إلى فترات مختلفة بداية من العصر الحجري إلى العصرين المسيحي والإسلامي.
وقالت روكسان تريو العضو بفريق آثار فرنسي كان يعمل في السودان إن الفريق يتابع أوضاع المتحف عبر الأقمار الصناعية ورصد بالفعل علامات يحتمل أنها تشير إلى أضرار وقعت قبل يوم الجمعة، مع وجود علامات على اندلاع حريق.
وأضافت “لا نعرف مدى الضرر في الداخل”.
واستمر القتال الأسبوع الماضي على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار عدة مرات، بما يشمل هدنة بوساطة السعودية والولايات المتحدة اتفق عليها الجانبان وينتهي سريانها ليل السبت.
وبعد استمرار الاشتباكات والقصف واحتلال المباني المدنية، علقت واشنطن والرياض المحادثات وأعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على مصالح تجارية لطرفي الصراع.
ودعا مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الطرفين إلى وقف الأعمال العدائية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
وأدت الحرب بالفعل إلى نزوح 1.2 مليون داخليا وفرار 400 ألف آخرين إلى دول مجاورة، مما يدفع السودان إلى حافة كارثة ويثير مخاوف من اندلاع صراع أوسع نطاقا.