و..
لأن الليل قاتل بغير دليل..
كان علي أن أقبل بالوحدة حَكَما بيننا..
فليس معي من الرفاق سواها، بعدما هجروا..
هم يا سيدي بزعمهم، قتلوني..
وقد استحلفتهم، بالذي كان من عهد ومن قسم..
فما ارتدعوا وما انزجروا..
أنا يا سيدي..
ذلك الهارب من حطام العمر إلى حتوف الصمت..
وكلاهما موت..
فهل رأيت في الورى قبلي..
من يهرب من موت إلىـــــ موت؟!..
أجمع زاد الذكريات من أحضان الأرائك..
وألملم أردية الحكايا من على وجه القمر، قبل أن يغتاله المحاق..
أدخرها ذخرا..
لكن..
ما من شيء بقي هنا سوى وجه الحقيقة البشع..
(هم أفاكون، وأنت أحمق)..
والآن تسقط الأقنعة..
فما العيب أن تونع سنابل الملح في أحداقي إذن؟!..
وهم أشاروا إلى عيوني..
وقالوا له: هنا بيتك، فجُد..
وما العيب في هذا الحزن، وقد طال مقامه؟!..
وهم قد شيدوا له في أيسري قصرا..
وقالوا له: هنا ترابط حتى تلقى إحدى الحسنيين..
النصر أو الشهادة..
أنا، المأساة بكامل أناقتها..
ذلك السيل من الألم الذي يتهاطل دون انتظار قوافل الغيم القادمة من أمس الخيبة..
حيث لامعنى هناك للفصول والمواسم، كل الأيام على قيد الضنى تمضي..
حيث(لا حيث، ولا أين)..
لا متى، ولا كيف..
كل الأماكن هنا وجعي..
فكيف أخبر المدى بأنني إلى هذا الحد أضيقُ؟!..
وتلك الــــــــ (لا عليك، ألق الحزن خلف ظهرك)..
كيف لي أن أفعل؟!..
وأنا لا ظهر لي..
حيثما أولي، فثم قلبي..
ذلك الفراغ الذي اتسع يوما بزحامهم..
ها هو يضيق حد الاختناق..
وقد تساقطوا بُعدا..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..