ويــحكى أنّ جحشاً ذاتَ مرّةْ
وقــد عبرَ الطَريقَ وفيهِ حفرةْ
*
فــلمْ يــأبهْ ولا خافَ انزلاقاً
فمرَّ وكانَ عنها قَيد شعرةْ
*
فــأصبحَ ساقطاً فــي قاعِ بئرٍ
ولــيسَ لــه ســوى آهٍ وزفْرَةْ
*
وأصــبحَ عاجزاً عن أيّ فعلٍ
كــمسكينٍ غــدا يحتاجُ نُصْرَةْ
*
فــظلَّ مُــمَدّداً زَمَــناً طــويلاً
لــيُــجبرَكَسْرُهُ يــحتاجُ فــترةْ
*
وصــاحبُه بهِ قد ضاقَ ذرعاً
يــداوي جــرحَهُ ويــشدُّ أزْرَهْ
*
تــعافى الجحشُ واشتَدّتْ قُواهُ
وعــادَ ليحملَ الأحمالَ سُخرةْ
*
وحــينَ يمرُّ ذاتَ الدربِ يغدو
كــمــحمومٍ إذا تــأتــيهِ قِـــرَّةْ
*
يــغــيّرُ دربَـــه عــنها بــعيداً
وقــد رُدِمَتْ وما منها مَضَرَّةْ
*
تــعجَّبَ مــنهُ صــاحبُهُ كثيراً
وظــنّ أصــابَهُ خللٌ و طَفْرَةْ
*
أجــنِّيٌ هناكَ ولستُ أدري .؟
كــأنَّكَ نــائمٌ نَــخَزتْهُ إبرةْ . !
*
فــجاوبَهُ الــحمارُ أصبتَ حقاً
أظــنُّكَ قــد تــقولُ دَهتْهُ عُرَّةْ
*
وقــعتُ ببؤرةٍ وخرجتُ منها
وأخــشى أنْ تكونَ هناكَ كَرَّةْ
*
حــمارٌ مَنْ تَلَقَّى الدَّرْسَ يوماً
ولــم يَكْسِبْ مِن الأخطاءِ عِبْرَةْ
*
فــقــالَ خــلاكَ ذمٌّ يــاحماري
لــقد أكــسبتَنِي عــلماً وخبْرَةْ
*
لــقــد أعــطيتَنا درســاً مــفيداً
وحــقُّكَ أن تــنالَ عــليهِ أُجْرَةْ
*
فــكم مــن ظالمٍ لاقى مصيراً
ويــأتــي ظــالمٌ لــيسيرَ إثــرَهْ
*
إذا ســقطَ الــحمارُ غدا حكيماً