مطر مطر شاشا
عبر بنات الباشا
مطر مطر يا حلبي
عبر بنات الجلبي
هل يعقل أن يكون الكون متواطئا مع الطبقة المخملية نابذا للكادحين والفقراء مثلا !
ان تنزل قطرات المطر بلطف على أكتاف المرفهين وان تحذر الشمس أشعتها الملتهبة من لفح وجنات حسناوات الطبقة الرأسمالية وإن تجاهد الرياح نفسها كي لا تبعثر خصلات الأميرات وبنات الباشوات !
إن أهزوجة مطر مطر هذه أهزوجة شعبية تاريخية عتيقة في عراق الاربعينيات والخمسينيات والستينيات وفيها يوصي الناس المطر بالرفق ببنات الباشا وبنات الجلبي وهن من عوائل ارستقراطية معروفة في بغداد .
لكن الناس لم يوصون المطر بالرفق ببنات الحطاب والفلاح والحلاق والمعلم والموظف البسيط بل ستنقلب الدنيا لو أوصى أحدهم بالرفق ببنات عامل النظافة!
ومن الغرائب أن بالفعل الصفات الجمالية كانت منحصرة ببنات الباشوات والطبقة الارستقراطية فتجد بياض البشرة والقوام الممشوق والتقاطيع الناعمة كلها في تلك الطبقة من النساء ، ونادرا ماتعثر على سمراء أو بدينة في الطبقة المخملية .
ياترى هل تظافر الكون ووجه كل جهده ليحجز جينات الجمال ببنات الباشوات وبالاميرات ويترك الدمامة للبروليتاريا وإن ترفق بهم قليلا ترك لهم الجمال المتوسط !
ام ان خوف تلك الطبقة الرفيعة المستوى من اختلاط دماءها بدماء الفقراء والكادحين وحصرالتزاوج فيما بينهم هو من اوجد لنا كل تلكن الجميلات من بنات الباشا وبنات الجلبي!
نساء الطبقة المخملية الناعمات اللواتي يتحدثن باكثر من لغة اجنبية ويمارسن رياضة التنس ويعزفن الموسيقى على البيانو ويعتمرن القبعات الفاخرة ، هن ملاك بنظر الكادحين فتصنع لهن البروليتاريا اهزوجة تعنى بالترفق بهن وتترك شظف العيش لبناتها يجلدهن المطر وتغرقهن السيول،
ربما هؤلاء الفقراء والبروليتاريين مصابون بمتلازمة ستوكهولم ، حيث تحب الضحية جلادها وتتعاطف معه ، وألا لو كان الامر غير ذلك لوجدنا اهزوجة شعبية تعنى ببنات الفقراء كأن تكون مثلا:
مطر مطر ياحباب
عبر بنات الحطاب
مطر مطر واق واق
عبر بنات الحلاق
ماهذا يارفاق يبدو أنني رديئة جدا في صنع اهزوجة للفقراء ، لكن هل ياترى لو كنت اصنع اهزوجة لبنات الأغنياء ولحسناوات الرأسمالية والأسر النبيلة سينعقد لساني هكذا ولاينطق سوى بال (واق واق) المجنونة هذه أم ساتحول ألى أمرؤ القيس أو ابراهيم ناجي أو ربما احمد شوقي فأشعر وأشعر واكتب في عيونهن ابياتا واهازيج تبقى خالدة في بغداد كأهزوجة بنات الباشا والجلبي تلك!